يُمضي رواد الأعمال سنوات وعقودا من التفاني والكفاح للنهوض بأعمالهم التجارية، إلا أنهم يمكن أن يرتكبوا بعض الأخطاء التي تعرقل مسيرة نجاحهم.
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة “فوربس” (forbes) الأميركية، تقول الكاتبة أندريا بوسيد إنها عملت هي وفريقها مع عدد لا يحصى من رواد الأعمال وتمكنوا من إلقاء نظرة واسعة على العديد من الصناعات والاطلاع على الأخطاء الفادحة التي يرتكبها رواد الأعمال وتؤدي إلى فشلهم، ويرجع ذلك جزئيا إلى المشهد الاقتصادي المتقلب في السنوات القليلة الماضية.يعتبر جيل الألفية الذين امتلكوا شركة واحدة خلال مسيرتهم المهنية معرضين بشكل خاص لخطر ارتكاب الأخطاء على المدى القصير. ويصادف أن هذا الجيل يقترب من سن التقاعد في خضم تفشي جائحة عالمية وأزمة نقص العمالة ومشاكل سلسلة التوريد المستمرة وارتفاع أسعار الوقود. فلا عجب أن يشعر الكثيرون بالحاجة إلى التعجيل في البيع والمعاناة من أي خسائر قد تنجم عن ذلك. وفيما يلي أهم 3 أخطاء يقع فيها رواد الأعمال، وما يجب عليهم فعله لتجنب تلك الأخطاء والمشاكل.
البيع قبل حل مشكلة نقص العمالة
في بعض الأحيان، يكون نقص الموظفين هو العامل الحاسم وراء إغلاق الشركة التجارية وعرضها للبيع، لكن القيمة الرئيسية في معظم المشاريع التجارية لا تكمن في الموقع والمخزون، وإنما في مواهب الأشخاص الذين يعملون فيها وخبراتهم ومدى ولائهم.
وكل منصب شاغر يعني مزيدًا من العمل لبقية الموظفين، وخاصة مدير الشركة. وعندما يبحث المشترون عن مشروع تجاري لشرائه، فإنهم يبحثون عن استثمار وليس عن وظيفة. ويقدر المشترون المحتملون وقتهم ولن يكونوا حريصين على تحمل الواجبات اللازمة للحفاظ على استمرارية هذا المشروع التجاري بينما يقومون في نفس الوقت باستقطاب الموظفين لملء تلك الوظائف الشاغرة.
البيع في حالة ذعر
الخطأ الثاني الذي يرتكبه رواد الأعمال هو الدخول في حالة من الذعر وهم يحاولون بيع أعمالهم التجارية في أسرع وقت ممكن، فالسير بخطى بطيئة وبشكل مدروس سيساعد في حماية قيمة الأعمال التجارية وكذلك كسب ثقة العميل والموظف.
مع تزايد الفائدة على قروض الكوارث الحكومية، فإن نقص الموظفين ومشاكل سلسلة التوريد يزيد من إرهاق أصحاب الأعمال. ورغم جميع مجهوداتهم، يرى المالكون الذين أجلوا خطة التفويض ويستنفدون طاقاتهم في الأزمات اليومية أن انخفاض قيمة أعمالهم أمر لا رجعة فيه.
وفي هذه المرحلة، ينتهي الأمر بالعديد من المالكين إلى إغلاق مشاريعهم تمامًا، مما يزيد من سوء الوضع.
توقع سعر بيع ثابت
يتمثل الخطأ الثالث في توقع المالكين لسعر بيع ثابت غالبا ما يكون مرتفعًا جدا. وأن يكون دون أقساط مالية.
وفي حقيقة الأمر غالبًا ما يكون الحل الأفضل لكلا الطرفين نظامًا مختلفًا سواء كان ذلك بالدفع عن طريق أقساط سنوية أو يتضمن بقاء المالك السابق وكسبه نسبة مئوية من الإيرادات، فإن المرونة يمكن أن تؤتي ثمارها للجميع. وعلى هذا النحو يمكن تحقيق مدفوعات إجمالية أكبر وخفض ضرائب أرباح رأس المال بالنسبة للبائع وزيادة ثقة الموظف والعميل.
نصائح لأصحاب الأعمال
وبعد التعرف على أبرز هذه المشاكل لا بد من الاجابة عن السؤال التالي، ما الذي يمكن لأصحاب الأعمال فعله لحماية قيمة مشاريعهم في الوقت الراهن وفي المستقبل؟
القيام بتحليل سنوي للأعمال التجارية: وهو ما يجعل الأعمال تكتسب قيمة. وكذلك تتبع الأصول وقوى السوق، حيث لا ينبغي أن يكون بيع مشروعك رد فعل مفاجئا، بل يجب أن تكون على دراية بمكانته في السوق في أي وقت.تحديث السجلات الداخلية: وهو ما سيوفر الكثير من الوضوح لأي مشترين محتملين، حيث يجب أن تكون السجلات المتعلقة بالشؤون المالية وشؤون الموظفين والعمليات مفهومة ومنظمة.
ابقَ على دراية بالتصورات الخارجية وقم برعاية العناصر القابلة للبحث بشأن صورة نشاطك التجاري: من المفيد بذل الجهد والمال من أجل تصحيح أي انطباع سيئ قد يكون له تأثير على عائد الاستثمار عندما يتعلق الأمر ببيع مشروعك -وسمعته- لمالك جديد.
لا تدع نقص الموظفين والأزمات الأخرى تدفعك إلى حالة من الذعر: استخدم وكالات التوظيف للتغلب على النقص، والتفاوض بدلاً من التخلف عن السداد. ويمكن أن تحافظ مثل هذه الجهود على استمرارية المؤسسة وأن تكون أساسا لاستعادة مكانتها وتقييم قيمتها بالكامل.
وعند إتمام أي صفقة، يمكن للوسيط التجاري الجيد أن يساعدك من خلال التأكد من عدم ترك أي أموال أو جهود كنت قد بذلتها تذهب سدى.
الجزيرة