م تتخلَّ الأسواق العالمية عن اللون الأحمر في نهاية أولى جلسات الأسبوع مع استمرار تزايد المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة التي من المتوقع أن تظل فترة أطول في زيادة، ما يؤثر سلباً على الأصول ذات المخاطر العالية وفي مقدمتها الأسهم.

وبنهاية تعاملات، أمس الاثنين، هبط مؤشر الدواجونز الصناعي 0.6%، ونزل ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.7% وناسداك 1.02%. وهبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي وكاك الفرنسي بنسبة 0.8% لكل منهما. ووصل مؤشر نيكي الياباني لأدنى مستوى له في أسبوعين مسجلاً تراجعاً يومياً بنسبة 2.7%، ونزل توبكس الأوسع نطاقاً 1.8%.

وواصلت أسواق الأسهم العالمية الهبوط على وقع تصريحات جيروم باول رئيس المركزي الأمريكي خلال ندوة جاكسون هول التي عقدت الجمعة الماضية والتي أكد فيها أن الفيدرالي سيستمر في رفع أسعار الفائدة لفترة أطول حتى وإن كان ذلك مؤلماً للوضع الاقتصادي مستهدفاً محاربة التضخم وتحجيم صعوده القياسي.

وتأثرت أغلب البورصات العربية بالهبوط العالمي وتراجعت 4 بورصات بالمنطقة وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 0.55% ونزلت بورصتا دبي وأبوظبي مع هبوط أسهم كبرى كـ”إعمار العقارية”، و”دبي الإسلامي”، و”أبوظبي الأول”، كما تراجع مؤشر بورصة قطر 0.43% وانخفض مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 0.24%.

بيع مستمر

بدوره، أوضح أحمد مرشد مستشار استثماري لدي شركة أزيموت مصر لإدارة الأصول، لـ”معلومات مباشر”، إن عمليات البيع الحاد الذي شهدتها أسواق الأسهم العالمية قد تستمر بسبب وجود مرحلة تصحيح فني وجوبية لمؤشرات تلك الأسواق والتي تختلف مسارتها من الناحية الفنية عن بورصات المنطقة.

ورجّح أن تظل زيادة المخاوف من استمرار أسعار الفائدة لفترة أطول ولو بوتيرة أقل عامل رئيسي داعم للاتجاه الهابط للأسواق العالمية في الجلسات المتبقية من الأسبوع الجاري، متوقعاً أن ينفك الارتباط في الأداء بين بورصات المنطقة والبورصات العالمية. وأوضح أن بورصات المنطقة وخصوصاً البورصة المصرية التي ما زالت تتحرك في مستويات أزمة كورونا حتى الآن على عمليات الاستحواذ التي ستعلن من جهات سيادية خليجية وهي ما تدعم الرصيد الأجنبي للدولة وسط الأزمة الحالية.

مسار إيجابي

وقال محمود عطا، مدير الاستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، إن المخاوف المتزايدة في وول ستريت تأتي على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة المستمر الذي قد يؤثر على أرباح الشركات في ظل الأزمة الحالية الصعبة التي تمر بها الأنشطة الاقتصادية حول العالم.

وأشار إلى أن النفط سيظل المعامل الأبرز في تعزيز مسار بورصات المنطقة الإيجابي الذي من المتوقع أن يستمر ولكن بعد الهدوء المتوقع هذا الأسبوع لا سيما تزايد المخاوف بشأن توقف الإنتاج الليبي وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة العالمية. ومع نهاية تعاملات أمس الاثنين ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ أواخر يوليو حيث بلغ خام غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر مستوى 97.01 دولار، وقفز مزيج برنت لعقود أكتوبر إلى 105.09 دولار.

صعود متوقع

وبدوره، بيَّن مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ”معلومات مباشر”، أنه رغم التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية بعد تصريحات رئيس المركزي الأمريكي باستمرار تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم و رغم استمرار التوترات الجيوسياسية بالعراق وآثارها على نفسيات المتعاملين إلا أنه من المتوقع عودة استمرار الصعود الذي شهدنا في الفترة الأخيرة وخصوصاً بالبورصة المصرية.

وأوضح أن الإصلاحات الهيكلية والتغيير الجذري فى إدارة البورصة وهيئة الرقابة المالية هي أمور ساهمت في عودة شهية المستثمرين مرة أخرى لضخ أموال جديدة بالأسهم المدرجة بها لا سيما مع جاذبية أسعارها و الإعلان عن عدة صفقات استحواذ من قبل المؤسسات العربية و الخليجية.

وتوقع مينا رفيق أن تستفاد البورصة المصرية من قرارات محافظ البنك المركزي الجديد بشأن إلغاء الحد الأقصى للإيداع، ورفع الحد الأقصى للسحب ليبلغ 150 ألف جنيه وأيضاً من تسهيل عملية الاعتمادات المستندية، وهي الأمور التي ستؤثر بالإيجاب على نتائج أعمال الشركات التي تضررت خلال الفترة السابقة من صعوبة تلك الإجراءات.

مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على