من أجل البقاء والازدهار في هذه الأوقات الصعبة التي تتسم بضغوط متزايدة على سلاسل التوريد ونقص العمالة وتداعيات الجائحة، يحتاج قادة الأعمال إلى مزيج صحيح من الثقة والإستراتيجية لرسم مسار جديد للنجاح.
موقع “إنتربرونور”(Entrepreneur) الأميركي المعروف المتخصص في ريادة الأعمال نشر في تقرير خاص “توقعات قادة الأعمال لعام 2022” الذي أجرته مؤسسة “جي بي مورغان تشيس” (JPMorgan Chase) المالية الأميركية على أكثر من 2600 من قادة الأعمال والمقاولات بمختلف الصناعات في الولايات المتحدة، إلى أن هؤلاء باتوا يسمحون لأنفسهم بالشعور بالرضا في المجالات التي يمكنهم فيها ممارسة نوع من السيطرة في حين يتركون الأمور تأخذ مجراها الطبيعي حيث لا يمكنهم ذلك.
ويؤكد بن والتر، الرئيس التنفيذي لإحدى المؤسسات البنكية الأميركية، أنه “رغم الاضطرابات المتواصلة فإن 70% من أصحاب الأعمال الصغيرة واثقون من آفاق شركاتهم”، مشيرا إلى أن المزيد من المالكين يتوقعون زيادة في إيراداتهم وأرباحهم وإنفاقهم الرأسمالي في عام 2022، كما يتوقع حوالي 40% منهم زيادة احتياجاتهم الائتمانية، وهو مستوى أعلى مما رأيناه خلال السنوات الخمس الماضية.
العقلية الرقمية أمر لا بد منه من أجل البقاء والازدهار
لقادة الأعمال في عام 2022
الشيء نفسه ينطبق على الشركات متوسطة الحجم، حيث توصل أصحاب الأعمال والمديرون إلى كيفية التخطيط والتعامل مع الاضطرابات المتعلقة بالوباء، وفي كثير من الحالات عادوا إلى العمل عند مستويات ما قبل الجائحة أو أعلى منها مما يمنحهم مخططا للتغلب على تحديات المستقبل.
ويرى جون سيمونز، رئيس الخدمات المصرفية في مؤسسة “جي بي مورغان تشيس” أنه “من الضروري لقادة الأعمال الحفاظ على الثقة في قراراتهم، لأنها توفر بوصلة لمنظمتهم وموظفيهم ليحذوا حذوهم في أوقات لا توجد فيها مسارات أو حل واضح”.
وأضاف أنه “طوال فترة الجائحة أثبت هؤلاء القادة أنهم يتمتعون بالمرونة من خلال الاستمرار في اتخاذ قرارات العمل الحاسمة التي سمحت لهم بالبقاء وحتى الازدهار”.
ويشير كل من سيمونز ووالتر إلى 4 طرق يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة ومتوسطة الحجم والقادة من خلالها بث الثقة والارتقاء لمستوى التحديات خلال هذا العام:.تبني عقلية رقمية
لقد أظهرت أزمة الصحة العامة التي عاشها الجميع شيئا واحدا هو أن المستهلكين يتحولون بشكل متزايد إلى الرقمنة، لذلك يستطيع قادة الأعمال الاستمرار في حياة مثل هذه بالاعتماد دائمًا على التكتيكات الشخصية والواقعية لإنجاز المهام. العقلية الرقمية أمر لا بد منه.
2.التوقع والتخطيط للتغيير
في حين أن تبني التغيير قد يكون أمرا شاقا إلا أن نماذج الأعمال التي لا تتطور مع مرور الوقت تعرض نفسها لمخاطر أكبر. يتضمن ذلك عدم القدرة على جذب عملاء جدد وخسارة الإيرادات والكفاءات وعدم كفاءة الأعمال.
ويرى والتر أنه “لم يكن قط أكثر أهمية من أي وقت مضى أن تحدد بدقة أهداف عملك القصيرة والطويلة المدى ومعرفة ما ينجح وما لا ينجح، والتحرك بسرعة”.
3.الاستثمار في الموظفين
سواء تعلق الأمر بالشركات المتوسطة أو الصغيرة فإن ضيق سوق العمل يؤثر على القوى العاملة الحالية، فقد أكدت 68% من الشركات المتوسطة أن موظفيها يعملون الآن أكثر. ويؤكد سيمونز أنه لهذا السبب ولاعتبارات أخرى، منها انخفاض الإيرادات وتأخر إطلاق المنتجات، من الأهمية بمكان على قادة الأعمال تركيز انتباههم خلال العام الجاري على رفاهية موظفيهم وسبل الاحتفاظ بهم.
4.مراقبة التكاليف
تدفع الشركات المزيد من الأموال لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم كما أن الحصول على السلع أصبح أكثر كلفة.
يقول سيمونز إنه “في العام الجاري يجب على الشركات أن تراقب عن كثب تكاليفها لإبقاء النفقات متلائمة مع الإيرادات”.
ولحسن الحظ يتوقع معظم قادة الأعمال (81%) -وفق استطلاع “توقعات قادة الأعمال لعام 2022”- زيادة في الإيرادات خلال هذا العام، مما يساعد في تعويض التكاليف المتزايدة.
الجزيرة