تعد عمليتا البحث عن وظيفة والتطور الوظيفي من الأمور التي تحتاج للوقت والجهد وبعض الحظ.

فحصول الفرد على وظيفة أو تطوره فيها، لم يعد يرتكز فقط على المؤهلات التي اكتسبها في الجامعة بل يرتبط “بالمهارات الشخصية” التي يتمتع بها، فكل مهارة يكتسبها الفرد هي بمنزلة “بصمة” يبحث عنها أصحاب العمل في السيرة الذاتية.

التفوق مهم ولكن

وتقول الدكتورة أورسولا الحاج، مديرة خدمات التهيئة المهنية والتوظيف في الجامعة اليسوعية بلبنان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “المهارات الشخصية” هي تلك التي يمتلكها كل شخص إلى جانب دراسته والتي يكتسبها من التطوع والتدريب والتعلم الذاتي.

وأضافت: “إننا بتنا في زمن لم تعد فيه الشهادات وحدها تكفي طموحات الشركات، تحديدا تلك التي تبحث عن الابتكار”.

وبحسب الحاج، فإن الشركات باتت تضع أولوية كبيرة لـ”المهارات الشخصية” في عملية اختيارها للموظفين الجدد، لأنها ترى أن التفوق الأكاديمي “عظيم” ولكن إنجاز العمل يحتاج للمهارات بشكل أكبر، وبالتالي فقد أصبح من الواجب على كل باحث عن عمل، التفكير في كيفية اكتساب “مهارات شخصية” بصرف النظر عن الوظيفة التي يريد أن يتقدم لها.

وتضيف الحاج إنه للاستعداد لدخول سوق العمل، على المهنيين اكتساب مهارات رئيسية مثل المرونة والقدرة على التواصل وحل المشكلات، العمل بروح الفريق الواحد والتخطيط والتنظيم، والأهم معرفة استخدام التكنولوجيا، ودعت كل شخص يبحث عن وظيفة أو يسعى للتطور في عمله إلى مواكبة هذه التغيرات.تضخم بالشهادات

من جهتها، تقول المستشارة الاقتصادية الدكتورة، أماليا صادر عازوري، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه من الطبيعي ألا تعتمد الشركات على الشهادات فقط، بل أيضا على “المهارات الشخصية”، خصوصا أن سوق العمل بات يشهد تضخما بـ “الشهادات”.

وبحسب عازوري، فإن “المهارات الشخصية” لا تظهر بين ليلة وضحاها، إنما هي “ميزة” يمكن اكتسابها في حال أراد صاحب العلاقة ذلك، فهي تعتمد أولا على طبيعة الفرد وطريقة تعامله مع الآخرين، ثم انفتاحه على الغير فقدرته على التأقلم مع أناس جدد.

وأضافت أن تنمية هذه المهارات يحتاج للجهد الشخصي الذي يوظفه المرء في عمله، بالإضافة الى إخضاعه للتدريب والدوران الوظيفي من خلال عدم البقاء في المركز نفسه طوال سنوات.

الشركات تبحث عن المستعدين

وشددت عازوري على ضرورة التحديث المتواصل للشهادات خصوصا في مجال التكنولوجيا، وذلك من خلال الخضوع لدورات تدريبية ما يسمح للفرد بوضع نفسه موضع المحظوظين في سوق العمل.

وأضافت أن “المهارات الشخصية” قد تكون اليوم أهم من الشهادات، خصوصا أن الشركات باتت تبحث عمن هو مستعد لتطوير نفسه أكثر فأكثر، في وقت بات فيه ما يكتسبه الفرد في الجامعات ليس كل ما يحتاجه سوق العمل.

سكاي نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على