تراجعت قيمة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) اليوم الثلاثاء لتبلغ دولارًا أميركيا واحدًا، في مستوى لم يُسجل منذ عام طرح اليورو للتداول قبل 20 عامًا، وذلك في ظل المخاطر الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الروسي على الاقتصاد الأوروبي.
وبلغت قيمة اليورو دولارا واحدًا نحو الساعة 09:50 بتوقيت غرينيتش لفترة وجيزة، في سابقة لم تحدث منذ ديسمبر/كانون الأول 2002، قبل أن ترتفع مجدّدًا بشكل طفيف.
ويتأثر اليورو باحتمال انقطاع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا. ويتجنّب المستثمرون الأصول الخطرة ويفضّلون التداول بالدولار الذي ارتفع اليوم ليعادل سعر صرف اليورو لأول مرة منذ عام 2002.
وبدأت مجموعة النفط الروسية العملاقة “غازبروم” أمس عمليات صيانة دورية لخط أنابيب “نورد ستريم 1” الذي تمرّ عبره كمية كبيرة من الغاز الروسي الذي لا يزال يصل إلى ألمانيا وعدّة دول أخرى غرب أوروبا. وستستمرّ عمليات الصيانة 10 أيام.
وتسري مخاوف من إمكانية امتناع “غازبروم” عن استئناف ضخ الغاز، نظرا لتدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير قد دعا الأحد إلى “الاستعداد للمعركة” للتعامل مع احتمال الخفض الكلي للإمدادات، قائلًا إنه “الاحتمال الأكثر ترجيحًا”.
ويرى ستيفن إينس المحلل لدى شركة “إس بي آي آسيت ماناغمنت” (SPI Asset Management) أن فرضية الخفض الكلي للإمدادات “ستُعزّز الركود التضخّمي، المرتفع أصلًا، في أوروبا”.
ويساهم ارتفاع أسعار الطاقة في زيادة التضخّم مع الدفع باتجاه ركود أو حتى انكماش اقتصاد منطقة اليورو. ولا يترك النمو البطيء مجالًا كبيرًا للبنك المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة.
الجزيرة