تخيّل عالمًا مستقبليا تراقب فيه ثلاجتك محتوياتها وتطلب تلقائيًّا العناصر التي تنفد من مزوّدك المفضل الذي يقوم بتسليمها إلى باب منزلك، ثم تدفع ثلاجتك ثمن المشتريات تلقائيا بعملة رقمية؛ هذا هو عالم الجيل الثالث للويب الذي تطرقت إليه سلسلة الخيال العلمي “باك روجرز” (Buck Rogers) في القرن الـ25.
يفكّر مطورو العملات المشفرة حاليا في أنظمة الدفع من خلال العقود الذكية التي سيمكنها استبدال كل شيء مقابل العملات الرقمية. سيكون للإصدار المقبل للإنترنت المعروف باسم “الجيل الثالث للويب” القدرة على تنفيذ المعاملات تلقائيا باستخدام هذه العملات الرقمية.
فهل ستكون هذه العملة الرقمية من العملات المشفرة المستقرة؟ أم تشبه عملة الاحتياطي الفدرالي الرقمية التي تتسابق كل الدول حاليا لإصدار نسختها؟
في مقاله الذي نشرته صحيفة “ذا هيل” (The Hill) الأميركية، قال الكاتب بول كوبيك إن الجيل الثالث للويب سيعمل على عملة رقمية هجينة تتضمن نوعًا جديدًا من الإيداع المصرفي بالإضافة إلى العملات المشفرة المستقرة. مع هذا النظام لن تكون هناك حاجة لعملة الاحتياطي الفدرالي الرقمية أو العشرات من اللوائح الحكومية الجديدة.في مارس/آذار الماضي أطلق المرسوم التنفيذي للرئيس بايدن العنان لتقييم المخاطر المرتبطة بالأصول الرقمية، بما في ذلك العملات المستقرة الخاصة وطالب الوكالات الفدرالية بتصميم السياسات واللوائح اللازمة للتخفيف من هذه المخاطر.
يشمل ذلك أيضا تفويضا بأن يقدم الاحتياطي الفدرالي ووزارة الخزانة ووزارة العدل الأميركية تقريرًا عن شرعية إصدار عملة الاحتياطي الفدرالي الرقمية والمخاطر والفوائد المحتملة.
العملات المستقرة الخاصة هي عملات رقمية يكون شراؤها وتداولها باستخدام الإنترنت. وحتى اللحظة الحالية، لم تحقق العملات المستقرة الخاصة قبولًا عالميا لتكون وسيلة للدفع، ويعكس نموها في الغالب استخدامها في تسهيل تداول الأصول الرقمية الأخرى، وقد صُمّمت العملات المستقرة للحفاظ على قيم ثابتة بالنسبة لعملة مرجعية مثل الدولار الأميركي أو سلعة مثل الذهب.
أوضح الكاتب أن العديد من العملات المستقرة تحاول الحفاظ على قيمتها من خلال استثمار عائدات الدولار من العملات المستقرة التي أُصدرت حديثًا في أصول عالية الجودة وقصيرة الأجل ومُقوّمة بالدولار بقيمة معادلة يحتفظ بها راعي العملة المستقرة كاحتياطي يمكن استخدامه لتحقيق الاستقرار في القيمة السوقية للعملة.
وهناك إصدارات أخرى من العملات المستقرة الخاصة التي تحتفظ بأصول التشفير كاحتياطيات أو تستخدم تداول المراجحة الخوارزمي للحفاظ على تكافؤها مع الدولار.
وحتى اللحظة لم تصدر عملات مستقرة خاصة عن أي مؤسسة إيداع مؤمّنة؛ بدلًا من ذلك أصدرتها كيانات إما غير مرخصة أو مرخصة في دور وكلاء تحويل أموال خاضعين لرقابة الدولة أو مرخصة كشركات ائتمانية لأغراض محدودة.
وقد نبّه الكاتب إلى أن عملة الاحتياطي الفدرالي الرقمية لها عيوب خطيرة أخرى، من بينها أنها ستضع مسؤولية مباشرة على عاتق مجلس الاحتياطي الفدرالي، وذلك يعني أنه يمكن دائمًا استرداد دولار واحد من العملة الرقمية للاحتياطي الفدرالي مقابل دولار أميركي واحد من الاحتياطي الفدرالي. ومن ثم، ستكون العملة الرقمية للاحتياطي الفدرالي هي الأصل الآمن المطلق والمستقطب للمستثمرين الباحثين عن عملة آمنة.
الجزيرة