التضخم هو انخفاض القوة الشرائية لعملة معينة بمرور الوقت، وارتفاع المستوى السعري العام لكافة السلع والخدمات، ومن ثم يصبح المبلغ الذي كان الشخص يشتري به فنجان القهوة على سبيل المثال في السنوات الماضية غير كافٍ لشراء نفس فنجان القهوة، لأن قيمة العملة نفسها انخفضت.

ورغم ارتفاع معدل التضخم، وتحذير بعض الخبراء الاقتصاديين من الدخول في مرحلة الركود التضخمي نتيجة مجموعة من الأحداث المتتالية من بينها جائحة كورونا، والغزو الروسي لأوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة، إلا أن التضخم ينطوي على فرصة بالنسبة للشركات لإعادة تقييم أوضاعها وتحسينها.

كيف يمكن أن يصبح التضخم فرصة بالنسبة للشركات؟

1- تحسين سلسلة التوريد
– يشهد العالم العديد من الأحداث التي من شأنها أن تغير شكل سلسلة التوريد العالمية، بما في ذلك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والغزو الروسي لأوكرانيا.

– يبدو أن سياسة التجارة الحرة ستبدأ في التلاشي، وسينقسم الاقتصاد بدلاً من ذلك إلى قسمين هما الشرق والغرب، وسوف يحكم ذلك عدة عوامل بما فيها المسارات التجارية، والأمن، وتكاليف النقل، والسياسة التجارية، وسوف يساعد ذلك في النهاية على زيادة الاتجاه نحو التكامل الرأسي.

2- إعادة تعريف العلاقات مع العملاء
– من الطبيعي أن يشعر الأشخاص بالضيق بسبب ارتفاع الأسعار، لذلك يعد التضخم فرصة للشركات لفتح حوار مع العملاء بشكل جديد، والتعاون معهم للوصول إلى نقطة مرضية لكلا الطرفين، بدلاً من زيادة الأسعار فجأة بشكل يثير استياء العملاء.
– حان الوقت أيضاً لإنشاء نظام سنوي لزيادة الأسعار بنسبة معينة، فالزيادة التدريجية للأسعار، والتواصل بوضوح مع العملاء، يجعلهم أكثر استعداداً لزيادة الأسعار في المستقبل.

3- تبني استراتيجية التسعير الديناميكي
– التسعير الديناميكي هو استراتيجية تتيح للشركات تعديل أسعار منتجاتها وخدماتها استجابة لمتطلبات السوق، فمن الممكن على سبيل المثال أن تزيد قيمة الرحلة في سيارات الأجرة أو تقل حسب ازدحام الشوارع أو توافر السائقين.

– رغم أن التسعير المفاجئ غير شائع، إلا أنه يساعد في إعادة التوازن بين العرض والطلب، ومن الممكن أن تستفاد الشركات من ذلك من خلال فرض رسوم أكبر على الطلبات العاجلة.

4- الميزة التنافسية

– تحوطت شركة الطيران “كيه إل إم” الهولندية من احتياجاتها من الوقود لعام 2022، بينما لم تتحوط “أمريكان إيرلاينز” ولا “يونايتيد إيرلاينز” أو “دلتا”، وبالتالي ستتمكن “KLM” من تقديم رحلات بسعر أقل من الشركات الأخرى، وسيكون لديها ميزة تنافسية عنهم.

– تحتاج الشركات إلى الاستثمار في استراتيجيات وتقنيات مختلفة، تساعدها على تقليل مخاطر التضخم.

5- تكاليف العمالة

– ترفع الشركات الأسعار جزئياً بسبب ارتفاع تكاليف العمالة، ويمكن للشركات حل هذا الأمر من خلال بناء هيكل للأجور تتغير بموجبه تكاليف العمالة حسب الطلب.

– يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم التعويضات في شكل حوافز، أو التعاقد مع موظفين من خارج الشركة للعمل على مشروع معين أو للعمل خلال فترة محددة.

6- التحول الرقمي
– يمكن أن تحقق الشركات كفاءة أكبر من خلال التحول الرقمي، والاعتماد على الروبوتات والأتمتة، لكن الأمر يستغرق وقتاً لتحقيق عوائد ونتائج من هذه الاستثمارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على