في إطار رؤيتها الاقتصادية لعام 2030، وتركيزها بشكل كلي على تقليل الاعتماد على النفط، أولت المملكة العربية السعودية مؤخرًا اهتمامًا بالغًا بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
قال رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، عبد الله بن شرف بن جمعان الغامدي، خلال جلسة حوارية على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، إن بلاده تنوي استثمار مبلغ 20 مليار دولار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال العشر سنوات المقبلة.
فيما قال مراقبون إن “العالم دخل حقبة الذكاء الاصطناعي، ودخول المملكة في هذا المجال سينقل اقتصادها نقلة نوعية، ويزيد من فرص العمل في سوقها، ويدعم إنتاجيتها ويضاعف ناتجها المحلي”.
الذكاء الاصطناعي
وصرح الغامدي بأن
السعودية “ستستثمر من الآن حتى عام 2030 ما مقداره 20 مليار دولار” في الذكاء الاصطناعي.
وتابع: “نهدف لأن نؤسس أكثر من 300 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي من الآن حتى حلول عام 2030، ونطمح لأن يكون الذكاء الاصطناعي مكونا لاقتصاد بديل من خلال الشركات الناشئة وشركات الابتكار”.
وأضاف الغامدي أن “السعودية تنظر للذكاء الاصطناعي على أنه مصدر توفير ودخل إضافي”، لافتا إلى أنه ستكون هناك حصة للاستثمارات الخارجية وأخرى للمحلية منها في هذا القطاع.
نقلة اقتصادية نوعية
نزار العريضي الخبير المتخصص في أسواق المال والاقتصاديات العالمية، قال إن “رؤية المملكة العربية السعودية 2030 يندرج تحتها تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد والسياسات الاقتصادية، وأحد أركان هذا الأمر هو تفعيل موضوع الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن المملكة أصبح لها عدة مبادرات ونشاطات بهذا الخصوص من خلال استقطاب الخبراء، وإنشاء المختبرات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وبدء إدخال هذه التكنولوجيا على الأنظمة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وتوقيع اتفاقيات مع دول حول العالم لها خبرة في هذا المجال.
وتابع: “العالم على مشارف حقبة الذكاء الاصطناعي، ما سيكون لها الكثير من الأثر على كافة القطاعات، في كل المجالات، منها الطب والهندسة، والخدمات المختلقة”.
وأكد أن رؤية المملكة ضخمة جدا، ومن المقرر أن تنقلها إلى مرحلة متقدمة اقتصاديا على كافة المستويات، والذكاء الاصطناعي سيعلب دورا مهما في هذا الصدد، وأن التأثير الاقتصادي الأهم سيكون البدء في تقليل الاعتماد على النفط كمورد أساسي للاقتصاد.
وأشار إلى أن الكثير من الشركات السعودية بدأت في تبني وإنشاء مؤسسات دريفة لها في هذا المجال، مع توقعات أن يوفر هذا الأمر مئات الآلاف من الوظاف في قطاع الأعمال السعودي، خاصة أن سوق العمل هناك كبير جدا.
وأوضح أن
تبني المملكة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من شأنه أن ينقلها نقلة نوعية في سوق العمل والابتكار والإنتاجية، ونمو الناتج المحلي والاقتصادي.
نفط المستقبل
من جانبه قال عطا الله الشمري، الإعلامي المتخصص في الاقتصاد السعودي، إن “الذكاء الاصطناعي هو نفط المستقبل، لذلك الممكلة اليوم مهتمة جدا بالبيانات والذكاء الاصطناعي”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن “المملكة في هذا الإطار تسعى لوجود 300 شركة في هذا المجال حتى 2030، واستثمارات 20 مليار دولار”.
وتابع: “اليوم فعليا المملكة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير الكثير من التكاليف على الجهات الحكومية وأعمالها، وأيضا قد تصبح المملكة مستقبلا أحد أكبر الدول في العالم والمنطقة بالذكاء الاصطناعي”.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتولى هذا العام رئاسة مجموعة العشرين، التي تستضيف قادة مجموعة العشرين افتراضيا برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، وستعقد على مدى يومين في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وعقدت السعودية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول القمة العالمية للذكاء الصناعي، تحت شعار “الذكاء الصناعي لخير البشرية”، والتي تهدف إلى بناء حوارات ذات أهمية عالمية، سواء من حيث التعافي من الجائحة، أو التوجهات التي تشكّل مجال الذكاء الاصطناعي.
سبوتنيك