تعرضت الأسواق المالية حول العالم إلى هزة قوية بنهاية تعاملات اليوم الخميس، بعد النظرة المتشائمة بشأن الاقتصاد الأمريكي والعالمي وبالتزامن مع مخاوف اندلاع موجة جديدة من الإصابات بالفيروس.
وفي حين سيطر اللون الأحمر على أسواق الأسهم عالمياً، كانت المكاسب ملحوظة في الأصول الآمنة كالذهب والدولار الأمريكي وغيرهما من أصول الملاذ الآمن.
وجاء الابتعاد عن حيازة الأصول الخطرة بعد تقرير التوقعات الاقتصادية الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي والذي يُطرح لأول مرة في نحو 6 أشهر.
وكشف المركزي الأمريكي في تقرير الآفاق الاقتصادية أنه من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجملي الأمريكي بنحو 6.5 بالمائة في العام الحالي، لكن انتقد الرئيس دونالد ترامب هذه التوقعات مشيراً إلى أن الفيدرالي يخطئ في كثير من الأحيان.
كما ذكر رئيس الفيدرالي “جيروم باول” في مؤتمر صحفي أعقب اجتماع السياسة النقدية بالأمس، أن الولايات المتحدة أمامها طريق طويل للتعافي مع التأكيد على أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للاقتصاد.
وساهمت توقعات الفيدرالي في تفاقم الشكوك المحيطة بالتعافي المأمول بصورة كبيرة على شكل V للاقتصاد العالمي مع الخروج من وباء كورونا.
واستبعد الفيدرالي زيادة معدل الفائدة، والتي تقف حالياً عند مستوى متدني تاريخي يتراوح بين صفر إلى 0.25 بالمائة، حيث قال باول: “نحن لا نفكر حتى بشأن زيادة معدلات الفائدة”.
وتأتي الرؤية الاقتصادية القاتمة للفيدرالي على رأس توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي ترجح مواجهة الاقتصاد العالمي أسوأ ركود في نحو 100 عام.
وتضع المنظمة اثنين من السيناريوهات للاقتصاد العالمي هذا العام، أحدهما يتمثل في اندلاع موجة ثانية من الوباء وهو ما قد يؤدي لانكماش نسبته 7.6 بالمائة، أما السيناريو الآخر فيتوقع تفادي تفشي كورونا مجدداً وهو ما قد يشهد انكماشاً بنحو 6 بالمائة.
وعلى صعيد آخر، تجاوز عدد المصابين بوباء “كوفيد-19” في الولايات المتحدة مليوني شخص مع اقتراب العدد عالمياً من 7.5 مليون مصاب.
وشهدت الولايات الأمريكية التي بدأت في رفع قيود الإغلاق مثل “تكساس” و”كاليفورنيا” قفزة في عدد الإصابات مما أثار مخاوف اندلاع موجة ثانية للوباء.
وبالنظر إلى أسواق الأسهم عالمياً، تعرضت إلى خسائر ملحوظة مع تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وتراجع مؤشر “نيكي” الياباني بنحو 2.8 بالمائة عند ختام جلسة الخميس، مسجلاً أكبر وتيرة هبوط يومي في نحو 6 أسابيع، لينهي التداولات عند مستوى 22472.9 نقطة.
كما أغلقت البورصات الأوروبية تعاملات اليوم داخل المنطقة الحمراء بخسائر تتجاوز 4 بالمائة، مع حقيقة أن الهبوط سيطر على كافة القطاعات.
وفيما يتعلق بـ”وول ستريت”، فقد شهدت موجة بيعية حادة في نهاية التعاملات، حيث تراجع مؤشر “داو جونز” بنحو 6.9 بالمائة فاقداً حوالي 1861 نقطة.
كما انخفض مؤشري “ستاندرد آند بورز 500″ و”ناسداك” بنحو 5.9 بالمائة و5.3 بالمائة على الترتيب عند نهاية الجلسة.
وكشفت بيانات اقتصادية اليوم عن تراجع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة، فيما ارتفعت أسعار المنتجين بأكثر من توقعات المحللين خلال مايو/آيار.
لكن في المقابل، كانت المكاسب حليفة الملاذات الآمنة مع لجوء المسثتمرين للأمان في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتي تزايدت مع بعض التوقعات القاتمة للفيدرالي.
وارتفع سعر العقود المستقبلية لمعدن الذهب تسليم شهر أغسطس/آب بنحو 1.1 بالمائة بما يعادل 19.10 دولاراً تقريباً عند التسوية ليصل إلى 1739.80 دولار للأوقية، بعد أن وصلت المكاسب لنحو 32 دولاراً خلال التعاملات.
وانعكس إقبال مزيد من المستثمرين على عناصر الأمان كسوق الدخل الثابت، على عوائد السندات الحكومية لتتراجع بشكل ملحوظ، بالنظر إلى وجود علاقة عكسية بين أسعار السندات والعائد على تلك الديون الحكومية.
وتراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى 0.67 بالمائة، كما هبط العائد على ديون الحكومة الألمانية من نفس الآجل إلى سالب 0.411 بالمائة.
وانخفض العائد على سندات الحكومة الإيطالية لآجل 10 سنوات إلى 1.488 بالمائة، فيما هبط العائد على ائتمان حكومة بريطانيا والتي تستحق في نفس الفترة الزمنية إلى 0.200 بالمائة.
وتجدد الطلب على الورقة الخضراء كملاذ آمن مع عودة المخاوف حيال استمرار الضغوط الاقتصادية التي خلفها وباء كورونا.
وبحلول الساعة 8:55 مساءً، ارتفع المؤشر الرئيسي للدولار والذي يتبع أداء الورقة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية بنسبة تزيد عن 0.8 بالمائة ليصل إلى 96.774.
وبالنظر إلى عملتي الملاذ الآمن التقليدين، وهما الين الياباني والفرنك السويسري، فقد استطاع كلاهما حصد المكاسب أمام الدولار.
وفي نفس التوقيت، ارتفع الين الياباني مقابل العملة الأمريكية بنحو 0.2 بالمائة مسجلاً 106.95 ين، فيما شهد زوج العملات (الدولار-الفرنك) استقراراً عند 0.9442 فرنك، بعد أن كانت العملة السويسرية تشهد مكاسب في وقت مبكر من التعاملات.
مباشر