سجل نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو انهيارا بوتيرة “غير مسبوقة” في أبريل/نيسان نتيجة التدابير المتخذة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق تقديرات أولية لمؤشر مديري المشتريات أصدرها مكتب “ماركيت” للخدمات والمعلومات المالية الخميس.

ومن المقرر أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر بالفيديو، اليوم الخميس، الحلول الهادفة لإخراج الاتحاد الأوروبي من الركود.
وبحسب مدير صندوق إنقاذ منطقة اليورو كلاوس ريجلينج، فإن أوروبا ستحتاج 500 مليار يورو أخرى على الأقل من مؤسسات الاتحاد الأوروبي لتمويل تعافيها الاقتصادي بعد جائحة فيروس كورونا إضافة إلى حزمة متفق عليها حجمها نصف تريليون يورو.

وتراجع المؤشر الشهري إلى 31.5 نقطة بالمقارنة مع 29.7 نقطة في مارس، ما يشير إلى “تقلص للنشاط الإجمالي هو الأكبر بفارق كبير” منذ بدء تسجيل المؤشر قبل عشرين عاما. ويدل هذا المؤشر على تقدم النشاط حين يكون أعلى من 50 نقطة، وإلى تراجعه حين يكون دون هذا الحد.

مستويات متدنية
وأصاب فيروس كورونا ما يزيد عن 2.57 مليون شخص في أنحاء العالم وأودى بحياة ما يزيد عن 178 ألفا، مع الطلب من المواطنين البقاء في المنازل ليهوى النشاط الاقتصادي.

ونزلت القراءة الأولية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت المجمع لمديري المشتريات، الذي يعتبر مقياسا جيدا لمتانة الاقتصاد، إلى 13.5 وهي أقل قراءة بفارق كبير منذ بدء المسح في منتصف 1998 ويقل بكثير عن متوسط جميع التوقعات في استطلاع للرأي أجرته رويترز.

وحتى أكثر المشاركين تشاؤما في الاستطلاع توقع قراءة عند 18.0.

ومع شروع الدول الشهر الماضي في الإغلاق، سجل المؤشر أكبر انخفاض في شهر واحد على الإطلاق في مارس آذار، ليهوي دون مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش إلى 29.7.
وقال كريس وليامسون كبير الخبراء الاقتصاديين لدى آي.إتش.إس “أبريل نيسان شهد ضررا غير مسبوق لاقتصاد منطقة اليورو في ظل إجراءات العزل العام بسبب الفيروس والتي تزامنت مع تراجع الطلب العالمي ونقص في الموظفين والمدخلات”. وأضاف “شدة التراجع تجاوزت ما أمكن تخيله من جانب معظم الاقتصاديين”.

وقال وليامسون إن مؤشر مديري المشتريات يتماشى مع انكماش الاقتصاد 7.5%، في الربع الجاري.

واختفى الطلب تقريبا هذا الشهر، وجرى خفض أعداد الموظفين بوتيرة قياسية وقلصت الشركات الأسعار بإحدى أسرع المعدلات منذ بدء المسح.

لذا وعلى نحو غير مفاجئ، سجل التفاؤل أدنى مستوى في تاريخ المسح. وبلغ مؤشر فرعي للإنتاج في المستقبل، والذي انخفض بواقع النصف في الشهر الماضي، 34.5.

مؤشر الأعمال الجديدة
وتراجع مؤشر للأعمال الجديدة إلى مستوى قياسي متدن عند 11.6 من 24.0.

وبرهن أبريل على أنه شهر قاتم للمصانع في التكتل. ونزل مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع في القراءة الأولية إلى أدنى
مستوى في تاريخ المسح عند 33.6 من 44.5 في مارس.

وهبط مؤشر يقيس الإنتاج، يغذي مؤشر مديري المشتريات المجمع، بأكثر من النصف إلى 18.4 من 38.5.

اجتماع هام اليوم الخميس

واتفق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في التاسع من أبريل على شبكات أمان للدول والشركات والأفراد تساوي في المجمل 540 مليار يورو.

واتفقوا أيضا على أن منطقة اليورو، التي يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش اقتصادها 7.5%، هذا العام، ستحتاج لأموال من أجل التعافي، لكن اختلفت آراؤهم بشأن حجم المال اللازم وكيفية جمعه.

ومن المقرر أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي ذلك خلال مؤتمر بالفيديو اليوم الخميس.

ومن المرجح أن يتمحور حل وسط حول قيام المفوضية الأوروبية بالاقتراض من السوق بضمان ميزانية الاتحاد الأوروبي للمدى الطويل ثم إقراض المال إلى الدول الأعضاء لتحقيق فعالية أكبر.

العربية نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على