في الوقت الذي يقيم فيه المستثمرون آثار فيروس كورونا والركود الاقتصادي على الشركات تخرج “أمازون” من رحم الأزمة الحالية بمكاسب جمة.
ومع تشديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا من تقييد حركة الناس وتعليق الطيران وغير ذلك، لجأ المستهلكون إلى الخدمات الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت لسد احتياجاتهم.

وبما أنها عملاق تجارة التجزئة في العالم، غمرت الطلبات شركة أمازون لدرجة أنها اضطرت إلى وضع العملاء الجدد عبر متاجر “هول فودز” الذين يطلبون توصيل البقالة إليهم على قائمة انتظار وإعطاء الأولوية للعملاء الحاليين.

كيف واجهت أمازون زيادة الطلب؟

قامت أمازون بزيادة سعة الطلب بأكثر من 60 بالمائة بسبب كورونا، ورغم ذلك ذكرت الشركة أنها تتوقع أن الجمع بين طلب العملاء والقدرة المحدودة بسبب التباعد الاجتماعي سيستمر في جعل العثور على نوافذ التسليم المتاحة أمرًا صعبًا للعملاء.

وللمساعدة في تلبية الطلب، قامت أمازون بتوظيف أكثر من 100 ألف شخص منذ 16 مارس/آذار الماضي، كما أعلنت عزمها عن توفير 75 ألف وظيفة إضافية.

وذكرت “ستيفاني لاندري” مديرة شؤون البقالة في أمازون: “نحن نعلم أن العديد من الأشخاص قد تأثروا اقتصاديًا حيث أن الوظائف في مجالات مثل الضيافة والمطاعم والسفر تم فقدانها لذا نرحب بأي شخص خارج العمل للانضمام إلينا في أمازون حتى تعود الأمور إلى طبيعتها”.

وفي هذا الصدد، توقعت الشركة إنفاق أكثر من 500 مليون دولار لزيادة أجور العمال خلال فترة الوباء، ارتفاعًا من تقديرات سابقة بلغت 350 مليون دولار.

وقال المدير التنفيذي للشركة “ديف كلارك” إنه مع استمرار انتشار الفيروس، ستقوم أمازون وشركاؤها بمساعدة المجتمعات حول العالم عن طريق توصيل الإمدادات الأساسية مباشرة إلى العملاء دون الحاجة إلى مغادرة المنزل في ظل الأزمة الجارية وزيادة القيود.

وبحسب محللون في شركة “كوين” فإن زيادة الطلب خلال فترة الوباء أدى إلى وضع يشبه نسبياً مواسم “برايم داي” أو “بلاك فرايداي”.

وبالإضافة إلى التجارة الإلكترونية، عززت شركة أمازون خدمات الحوسبة السحابية لديها وكذلك خدمة بث الفيديو “برايم فيديو” من خلال تقديم مجموعة من الأفلام والمسلسلات بشكل مجاني.

مكاسب السهم

بالطبع زيادة الطلب على الخدمات الإلكترونية لأمازون كان له تأثيراً إيجابياً على أداء السهم ليسجل أعلى مستوى في تاريخه.

وحقق سهم أمازون مكاسب تقارب 24 بالمائة منذ بداية العام الجاري حينما اندلع فيروس كورونا، مقارنة مع خسائر بنحو 14.5 بالمائة لمؤشر “ستاندرد آند بورز” في نفس الفترة.

ومع مكاسب السهم، عادت أمازون إلى نادي التريليون دولار مجدداً بقيمة سوقية 1.14 تريليون دولار بعد أن تراجعت أدنى هذا المستوى في وقت سابق من العام.
في غضون ذلك، كرر “جوستين بوست” محلل “بنك أوف أمريكا” السعر المستهدف للسهم لمدة 12 شهراً عند 2480 دولار للسهم، مشيراً إلى عمليات التوظيف الجديدة للشركة من المرجح أن تدفع مبيعات إضافية كافية لتعويض تكلفة هؤلاء الموظفين الجدد.

بالإضافة إلى ذلك، يقول المحلل إن هناك تحولا كبيرا نحو الطلب عبر الإنترنت مع بقاء المستهلكين في منازلهم.

ودفعت مكاسب سهم أمازون ثروة الرئيس التنفيذي “جيف بيزوس” للارتفاع بأكثر من 23 مليار دولار لتصل إلى 138 مليار دولار حتى الآن بحسب مؤشر “بلومبرج للأثرياء”.

ماذا عن القادم؟ يقترب المحللون تقريبًا من تحقيق إجماع على سهم أمازون، وبحسب بيانات “فاكتسيت” فإن 46 محللًا من أصل 48 محللًا يعطي السهم تصنيف “شراء”.

وكان متوسط ​​السعر المستهدف حتى جلسة الثلاثاء (14 أبريل/نيسان) 2436.55 دولار، أعلى بنحو 6.2 بالمائة من سعر الإغلاق.

كما زاد المحللون توقعاتهم لمبيعات أمازون حتى مع اتجاه معظم الشركات نحو الانخفاض، ففي المتوسط يتوقع المحللون الآن أن تجمع أمازون 72.49 مليار دولار في إيرادات الربع الأول و 334.14 مليار دولار لهذا العام، ارتفاعًا من 72.21 مليار دولار و 334.05 مليار دولار على التوالي في التوقعات السابقة في نهاية يناير/كانون الثاني.

أمازون لم تكن الرابح الوحيد من الأزمة

ارتفعت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 52 بالمائة منذ بداية انتشار الفيروس وحتى منتصف الشهر الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم، وزاد عدد المتسوقين عبر الإنترنت بنسبة 8.8 بالمائة، بحسب بيانات “كوانتيم ميترك”.

واستفادت العديد من الشركات العاملة في مجال البيع الإلكتروني من أزمة فيروس كورونا حيث أعلنت شركة “وول مارت” الأمريكية تعيين آلاف العمال لمواجهة زيادة الطلب مع بقاء المواطنين في منازلهم.

وفي 19 مارس/آذار الماضي، أعلنت الشركة الأمريكية أنها تتطلع لإضافة 150 ألف وظيفة لكي تستطيع مجابهة زيادة الطلب من العملاء.

وفي الوقت نفسه، تعمل شركة “كوستكو” الأمريكية، على توسيع بصمتها للتجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة وكذلك في المناطق الدولية مثل المكسيك وكوريا وكندا والمملكة المتحدة مع زيادة الطلب مؤخراً بسبب فيروس كورونا.

مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على