شهد الأسبوع الماضي أحداثاً هامة على كافة الأصعدة، مع حقيقة أنه كان شاهداً على العديد من التطورات سواء الاقتصادية أو التجارية أو الجيوسياسية.
وفي حين أن المستويات القياسية والأرقام التي لم يسبق تسجيلها في عدة أسابيع وربما أشهر، كانت سمة بارزة خلال الأسبوع الماضي بين الأصول الخطرة والعملات المشفرة وأشياء أخرى، لكن في المقابل كان هناك ضحايا خلفها هذا الصعود الملحوظ مثل الذهب الذي سجل خسائر أسبوعية طفيفة وسط تقلبات قوية في أدائه طوال الأسبوع كما أن النفط يواصل الهبوط للأسبوع الثاني على التوالي.
وشهد الأسبوع المنقضي، توقيع المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين وهي الخطوة التي ينظر إليها على أنها بمثابة تهدئة في التوترات التجارية التي دامت لأكثر من 18 شهراً.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي “كريستالينا جورجيفا” إن الصفقة التجارية تقلل عدم اليقين التجاري الذي أضعف الاقتصاد العالمي، لكنها تعتقد أنه لم يتم القضاء على هذه الحالة نهائياً.
وفي ظل التطورات الإيجابية، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي صفقة التجارة لدول أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة والمكسيك وكندا)، ما يعني أنه يتبقى فقط إرسالها إلى الرئيس دونالد ترامب للتوقيع عليها.
كما أن التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران التي تصاعدت في بداية العام الجاري هدأت حدتها خلال الأسبوع المنصرم مع عدم وجود تطورات سلبية بين الجانبين.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك تطورات بشأن الاقتصاد بعضها إيجابي مثل تسجيل الاقتصاد الصيني نمواً خلال العام الماضي ورغم أنها كانت الوتيرة الأبطأ في 29 عاماً لكنها تتماشى مع التوقعات، كما أبدى المركزي الأوروبي نظرة متفائلة حيال اقتصاد منطقة اليورو.
واستفادت الأسواق أيضاً من قفزة في عمليات البدء في بناء المنازل الأمريكية بلغت 17 بالمائة خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، مسجلة أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2006.
والبعض الآخر كان سلبياً مثل تراجع مفاجئ في ثقة المستهلكين الأمريكيين وكذلك الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة.
وشكل الأسبوع الماضي، بداية انطلاق موسم نتائج الأعمال، حيث سجل “جي.بي مورجان” أعلى أرباح في تاريخه، كما صعدت أرباح “مورجان ستانلي” بنحو 46 بالمائة في الربع الرابع وكذلك “جولدمان ساكس”، في حين أعلنت “بلاك روك” تسجيل تدفقات قياسية خلال 2019
وعززت تلك التطورات سالفة الذكر من شهية إقبال المستثمرين على سوق الأصول الخطرة في مقابل الابتعاد عن حيازة أصول الآمان كالذهب.
وأعطت أسواق الأسهم العالمية المستثمرين في الأسبوع الماضي الكثير من البهجة مع تسجيلها مستويات قياسية؛ لتنهي الأسبوع عند أعلى مستوى في تاريخها.
وعند ختام تعاملات الجمعة، أنهت كافة مؤشرات “وول ستريت” الثلاثة عند مستويات قياسية جديدة مع مكاسب أسبوعية تحوم حول نطاق الـ2 بالمائة، كما تكرر المشهد نفسه داخل البورصات الأوروبية فيما أغلق مؤشر “نيكي” الياباني عند أعلى مستوى في 15 شهراً.
وسجل الذهب خسائر في الأسبوع الماضي بنحو 20 سنتاً فقط بسبب البيانات الاقتصادية المحبطة بشأن الاقتصاد الأمريكي، وذلك بعد أن كان يتجه لحصد أسوأ هبوط أسبوعي في شهرين على خلفية الصفقة التجارية والتهدئة الجيوسياسية.
ومع اعتبار البعض أن البيتكوين بمثابة الملاذ الآمن الرقمي، فإن أسواق الأصول المشفرة شهدت تكالب المستثمرين على البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.
وفي سوق المعادن، فإن التطورات الإيجابية بعض الشيء في البيانات الاقتصادية تقلل مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي وهو الأمر الذي من شأنه أن يعزز الطلب على صناعة السيارات في هذا العام بعد الركود الذي ضرب الصناعة على مدى العامين الماضيين.
وزاد الطلب على البلاديوم وسط مخاوف بشأن المعروض من المعدن، نتيجة استخدامه كعامل محفز في صناعة السيارات، وكذلك الوضع بالنسبة لمعدن البلاتنيوم، ليتجاوز الأول مستوى 2500 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه كما كسر الأخير حاجز 1000 دولار للأوقية.
وفي سياق التطورات داخل الأسواق العالمية، فإن صناديق السندات العالمية شهدت تدفقات نقدية وافدة بنحو 16.6 مليار دولار في الأسبوع الماضي رغم تخفيف حدة التوترات التجارية وإشارات تحسن الاقتصاد العالمي، بعد أن سجلت تدفقات قياسية في الأسبوع الأول من العام مع التوترات الجيوسياسة.
مباشر