“السياسة تقود الأسواق في الأسبوع الأول من عام 2020”.. هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها بالنظر إلى ما حدث على الساحة العالمية خلال تلك الفترة.

وشهد الأسبوع الماضي آخر جلسات عام 2019 كما كان شاهداً على بداية تداولات العام الجديد، وسط تحول تام في أداء الأصول الخطرة والآمنة على حد سواء بفعل تصعيد التوترات الجيوسياسية داخل الشرق الأوسط.

وبعيداً عن ترقب ما ستؤول إليه الأوضاع التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم، فإن الأنظار في الأسبوع الأول من العام الجديد كانت منحصرة داخل بوتقة السياسة وما يصاحبها من توترات ومخاوف.

ومع الجلسة الأخيرة في الأسبوع الماضي، عكست الأصول كافة أدائها، حيث ابتعد المستثمرون عن الأصول الخطرة كالأسهم مع عدم اليقين السياسي واتجهوا إلى أصول الأمان كالذهب والسندات الحكومية.

وقامت الولايات المتحدة بشن غارة جوية على مطار بغداد صباح يوم الجمعة الماضي تسببت في مقتل مسؤول عسكري في إيران “قاسم سليماني”.

واعترفت واشنطن لاحقاً باستهداف “سليماني” كونه مسؤولاً عن قتل الآلاف من الأمريكيين والإيرانيين أيضاً، فيما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بلاده لا تسعى إلى حرب مع إيران لكنها مستعدة لذلك في حالة الضروة.

ومع اتجاه المستثمرين صوب الأمان، سجل الذهب مكاسب بلغت 24 دولاراً في جلسة الجمعة فقط ليحصد أرباحاً بنحو 34.5 دولار في مجمل الأسبوع.

وفي المقابل، تراجعت الشهية حيال الأصول الخطرة، ما دفع أسواق الأسهم إلى خسائر ملحوظة ليفقد مؤشر “داو جونز” نحو 233 نقطة في جلسة واحدة مسجلاً أكبر تراجع يومي في شهر.

كما خيّم الهبوط على البورصات الأوروبية في جلسة الجمعة مع حقيقة تسجيل خسائر على الصعيد الأسبوعي.

وفي نفس السياق، قفزت أسعار النفط لتشهد أعلى تسوية منذ مايو/آيار الماضي وسط المخاوف من أن تؤدي التوترات السياسية إلى تعطيل الإمدادات من الخام.

وتوقع محللون أن تصل أسعار الخام إلى 80 دولاراً حال تصعيد النزاع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وإيران.

ومع حقيقة أن الين الياباني يعتبر بمثابة ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين، فإن المكاسب كانت حلفيته، مسجلاً أعلى مستوى في 9 أسابيع أمام الدولار الأمريكي.

وفي سياق سياسي آخر، أثار الحديث عن عدم تمديد الفترة الانتقالية للبريكست لما بعد 2020 حالة من عدم اليقين السياسي مجدداً داخل المملكة المتحدة وهو الأمر الذي انعكس في صورة اضطرابات بالأصول البريطانية.

وتحول الجنيه الإسترليني إلى خسائر قوية ليتنازل عن المستويات المرتفعة التي سجلها في أعقاب الفوز التاريخي لحزب المحافظين الحاكم الذي يرأسه بوريس جونسون.

وعزز فوز حزب رئيس الوزراء في الانتخابات العامة التي عقدت في الشهر الماضي آمال تفادي البريكست الصعب وإتمام عملية خروج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق.

ورغم تأكيدات “جونسون” على أن البريكست سيتم تمريره في موعده المقرر يوم 31 يناير/كانون الثاني الجاري، لكن مع ذلك، لا تزال مسألة الصفقة والفترة الانتقالية للبريكست غير مؤكدة حتى الآن.

وبعد أن وصل الإسترليني إلى مستوى أعلى 1.32 دولار في وسط الأسبوع الماضي أنهى تعاملات الأسبوع وهو يحوم بالقرب من 1.30 دولار.

مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على