وصف رجب حامد الرئيس التنفيذي لشركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة، أداء الذهب في العام 2019 بأنه “أداء استثنائي شهدنا فيه قفزة خلال العام بأكمله تزيد على 18%”.

وقال حامد في مقابلة مع “العربية” إن الذهب يمكنه تحقيق المزيد من الارتفاعات في العام الحالي 2020 مع بقاء نفس عوامل الصعود، المتثملة في حالة عدم اليقين، إزاء عدد من الملفات على رأسها حرب التجارة الأميركية الصينية.
وعدد أبرز العوامل المقبلة المنتظرة لأسعار الذهب، في مفاوضات التجارة، وانتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر المقبل، وقرار مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

عام من ذهب
وتتجه أسعار الذهب صوب أقوى زيادة سنوية لها منذ 2010، حيث أوقدت المخاوف حيال سلامة الاقتصاد العالمي شرارة اهتمام متنام بالمعادن النفيسة، في حين صعد البلاديوم أكثر من 50 بالمئة إلى مستويات قياسية مرتفعة بفعل نقص في المعروض.

وشهدت الفضة والبلاتين، اللذان شأنهما شأن الذهب يعتبران من الاستثمارات الآمنة في أوقات الضبابية، أكبر مكاسبهما السنوية خلال عدة أعوام.

ويقول محللون عديدون إن من المرجح أن تواصل الأسعار صعودها في 2020، في ظل نمو هش وأسواق أسهم عالمية تبدو غير قادرة على الاستمرار عند مستويات قياسية مرتفعة.

في غضون ذلك، تشتري البنوك المركزية مزيدا من الذهب وتنتقل من تشديد السياسة النقدية إلى تيسيرها، مما يدفع أسعار الفائدة وعوائد السندات للانخفاض ويجعل المعادن النفيسة غير المدرة للعائد أشد إغراء للمستثمرين.

رأي المحللين
وقال ستيفن إنيس، محلل السوق لدى أكسي تريدر: “بيئة أسعار الفائدة المنخفضة واستمرار عدم التيقن الاقتصادي وصعود الأسهم يبرر الاحتفاظ بالذهب كأداة تحوط. هذه النظرة من المرجح أن تقود الطلب على الذهب للارتفاع في 2020 وتدعم الاتجاه الصعودي متوسط المدى السائد حاليا”.

وأضاف أنه في حين خفضت الولايات المتحدة والصين التصعيد في حربهما التجارية في وقت سابق هذا الشهر، فإن عدة قضايا تظل بلا حل ومن المنتظر أن يبلي الذهب بلاء حسنا إذا استمر ضعف الدولار في 2020.

والسعر الفوري للذهب مرتفع أكثر من 18% للعام 2019 في الساعة 1837 بتوقيت غرينتش، ويعاود عند سعره الحالي البالغ 1519.41 دولار لأوقية (الأونصة) استهداف ذروة ستة أشهر 1557 دولارا التي بلغها أوائل سبتمبر. وزادت حيازات الذهب لدى صناديق المؤشرات حوالي 14% هذا العام.

وزادت الفضة مقتدية بالذهب لتبلغ مكاسبها 15% في 2019 عند 17.85 دولار للأوقية، في أقوى أداء لها منذ 2016.

وسجل البلاتين 962.50 دولار للأوقية مرتفعا 21.6% للعام الحالي، في أكبر صعود له منذ 2009.

وواصل البلاديوم تميزه، مرتفعا أكثر من 700 دولار للأوقية هذا العام ليحقق مكاسب للعام الرابع على التوالي. ولامس المعدن ذروة قياسية عند 1998.43 دولار للأوقية في 17 ديسمبر وبلغ سعره اليوم 1938 دولارا.

يُستخدم المعدن أساسا في أنظمة تنقية عوادم السيارات، ويتزايد الطلب عليه في ظل تشديد المعايير البيئية.

ولأن البلاديوم منتج ثانوي لعملية استخراج النيكل والبلاتين، فإن معروضه عاجز عن مواكبة الطلب عليه، ومن المتوقع استمرار النقص في أوائل عشرينيات القرن الحالي.

وقال رايان مكاي، محلل أسواق السلع الأولية لدى تي.دي للأوراق المالية: “السوق تعاني نقصا هيكليا منذ سنوات ومن المتوقع أن يستمر”.

العربية نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على