سجل الذهب أكبر مكاسب أسبوعية في 4 أشهر خلال الأسبوع الأخير من عام 2019 بارتفاع يتجاوز 37 دولاراً، ولكن ما سر هذا الاتجاه المخالف لقواعد اللعبة في الأسواق العالمية؟

وصعد الذهب بنحو 2.5 بالمائة أو ما يوازي 37.20 دولار في الأسبوع الماضي، وهي وتيرة الصعود الأسبوعي الأكبر منذ 9 أغسطس/آب الماضي.

وأغلق بذلك المعدن النفيس (عقد تسليم شهر فبراير/شباط) عند مستوى 1518.10 دولار للأوقية، وهي أعلى تسوية منذ جلسة 24 سبتمبر/أيلول الماضي.

ويأتي هذا الصعود على الرغم من ضعف أحجام التداول ورغم إقبال المستثمرين على الأصول الخطرة والتفاؤل التجاري والذي في العادة يقلل من شهية حيازة الملاذات الآمنة كالذهب.

وشهد الأسبوع المنقضي توقف الأسواق المالية عن العمل في العديد من دول العالم نتيجة العطلات الرسمية احتفالاً بأعياد الكريسماس، ما أدى إلى أحجام تداول ضعيفة في الأسواق العالمية.

وفي الوقت نفسه، حققت أسواق الأسهم العالمية مكاسب قياسية مع التفاؤل التجاري بشأن الصفقة المرتقبة بين أكبر اقتصادين حول العالم، وهو الأمر الذي عزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

وحققت “وول ستريت” مستويات قياسية في الأسبوع الماضي بدعم التكهنات بأن إضفاء الطابع الرسمي على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري سيكون أوائل الشهر المقبل على أقصى تقدير، وهو ما تكرر مع البورصات الأوروبية.

وتعتقد المحللة في شركة “سي.إم.سي” للأسواق في سنغافورة “مارجريت يانغ” أن قفزة هذا الأسبوع كانت مدفوعة على الأرجح بعمليات تصيد الصفقات، حيث يراهن المستثمرين على تعافي أسعار المعدن بعد ثلاثة أشهر من ثبات الأسعار، نقلاً عن وكالة بلومبرج.

والدولار الأمريكي كذلك من بين أمور أخرى ساهم في تعزيز مكاسب الذهب، حيث انخفض مؤشر الورقة الخضراء بنحو 0.8 بالمائة في الأسبوع الماضي.

ويمكن أن يساعد ضعف الدولار في تعزيز شراء الذهب، كونه يجذب المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى عندما تنخفض قيمة العملة الخضراء.

وتقول “مارجريت يانغ”: “الدولار الضعيف ساعد على دفع أسعار المعدن النفيس لأعلى، لكن هذا العامل الوحيد غير كافياً لتفسير قفزة كهذه”.

وتشير هذه الزيادة في الأسعار إلى أنها ناجمة عن وجود مزيد من السيولة في الأسواق أكثر من كون الأمر قناعة بالاستثمار في الذهب، وفقاً لما يقوله “إيليا سبيفاك” المحلل الاستراتيجي في “ديلي فوركس”، نقلاً عن وكالة بلومبرج.

ويرى “فريدريك يانيزوتي” المحلل في “إم.كيه.إس دبي” أن أسعار الذهب مدعومة بالحرب التجارية بين واشنطن وبكين والتوترات الجيوسياسية وبيئة معدلات الفائدة المنخفضة للغاية، إضافة إلى البنوك المركزية التي لا تزال تواصل شراء المعدن، وهو أمر من غير المتوقع أن يتغير في العام المقبل”.

وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسبوع المنصرم بأن المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين جاهزة للتوقيع، كما يثق وزير الخزانة ستيفن منوشين بأن التوقيع على هذا الاتفاق سيكون بحلول بداية العام الجديد.

ويضيف “فريدريك يانيزوتي” في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أنه مع اقتراب عام 2020، فإن عدم اليقين من المتوقع أن يظل مرتفعاً مع عدم حل المشاكل التجارية وكذلك البريكست إضافة إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وعلى صعيد آخر، يمكن أن تكون مسألة تفكير روسيا في استثمار جزء من صندوق الثروة الوطني في الذهب عامل داعم إضافي لأسعار المعدن.

ويقول “ستيفن إنز” استراتيجي السوق في “إكسي تريدر” إنه إذا بدأت روسيا في الاحتفاظ بالذهب كونها واحدة من أكبر الموردين للسوق، فمن شأن ذلك إضعاف المعروض بشكل كبير، وهو الأمر الذي من شأنه أن يكون محرك كبير للغاية.

ويمكن أن يكون الأمر عبارة عن تحوط حال حدوث موجة بيعية في ظل المستويات القياسية للأسهم، وفقاً لما يقوله “بوب هابيركورن” كبير محللي السوق في “أر.جيه.أو” خلال مقابلة مع “ماركت ووتش” عن اندفاع المستثمرين على الذهب مع اقتراب نهاية العام.

ويفسر “ستيفن إنز” كبير استراتيجي السوق في آسيا لدى “إكسي تريدر” خلال مذكرة بحثية الأمر بأن الإشارات المتفائلة حيال الحرب التجارية الصينية الأمريكية تحمل جزئياً جانب إيجابي بالنسبة للذهب كون بكين تمثل واحدة من أكبر المشترين للمعادن النفيسة.

وسجل الذهب مكاسب سنوية بنحو 18 بالمائة في العام الحالي حتى الآن بدعم الاحتكاكات التجارية وتيسير السياسة النقدية عبر الاقتصاديات الكبرى إضافة إلى عمليات الشراء المستدامة للمعدن من صناديق الاستثمار المتداولة والبنوك المركزية.

ويجدر الإشارة إلى أن هذه المكاسب السنوية في سعر المعدن الأصفر من شأنها أن تكون الأكبر منذ عام 2010.

مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على