انخفض سعر “بيتكوين” إلى أدنى مستوى عرفته هذه العملة الرقمية خلال 6 أشهر بعد الانهيار الثاني الكبير في غضون 3 أيام فقط. وخفّض التراجع الأخير من سعر العملة المشفّرة إلى أقل من 7 آلاف دولار، مبخّراً ما يقرب من 20 مليار دولار من القيمة السوقية الإجمالية، مقارنةً بما كانت عليه في هذا الوقت من الأسبوع الماضي.
وكان سعر “بيتكوين” قد حافظ على ارتفاعه منذ مطلع السنة، عندما تم تداولها بأقل من 4 آلاف دولار أميركي، لكنه الآن يساوي نصف ما كان عليه في يونيو (حزيران) الماضي. ويُعزى الانهيار المفاجئ يوم الجمعة الفائت إلى حال عدم اليقين المسيطرة على السوق التي أجبرت بعض المستثمرين على إعادة تقييمٍ لحيازتهم أصولاً من العملات المشفّرة.
وعزّزت التطورات الأخيرة في الصين حال عدم اليقين هذه، بعدما لجأت السلطات هناك إلى القيام بحملة جديدة لمنع تبادل العملات المشفّرة غير المصرح بها في البلاد. وتحدّث محلّلو العملات الرقمية عن عمليات بيع جماعية أخرى بعد الانخفاض الأخير الذي شهد بين عشية وضحاها، تصفية نحو 100 مليون دولار وتسييلها إلى العملات التي تصدرها الحكومة.
العملات الرقمية… من حلم الثراء السريع إلى خسائر بالمليارات
وقال سيمون بيترز المتخصّص في عملة “بيتكوين” في منصّة التداول عبر الإنترنت “إيتورو” eToro لإندبندنت، إن الأسوأ يمكن أن يقع على بطاقات العملة المشفّرة إذا تبيّن من خلال البيانات أن هناك عمليات بيع هائلة متوقّعة تُعرف تقنياً بإسم Death Cross.
وتحدث حالة Death Cross التي تعبّر عن نمط السوق، عندما ينخفض المتوسّط المتحرّك على مدى خمسين يوماً عن المتوسّط المتحرك لمئتي يوم. ويُعد الانخفاض إلى ما دون هذا المستوى مؤشراً على أن عملة “بيتكوين” ستعاني من خسائر فادحة.
ويشير بيترز إلى أنه في كلا الحالتين عندما حصل الانخفاض الكبير من قبل، هبطت قيمة “بيتكوين” بأكثر من 60 في المئة وسحبت معها نزولاً عملاتٍ مشفّرة أخرى مثل “إثيريوم” ethereumو”ريبّل” ripple.
وقد عانت كلٌّ من “إيثيريوم” و”ريبّل” فعلاً من خسائر كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، بحيث انخفضتا بنسبة 16 في المئة و11 في المئة على التوالي. في حين تراجعت عملة “بيتكوين” النقدية المشتقّة من سميّتها الأكثر شهرة، بنحو 13 في المئة.
لكن بعض الخبراء يعتبرون أن الحركة الهابطة للسوق قد تؤشّر فعلاً إلى انتعاش وشيك. وقال جورج ماكدونو، الرئيس التنفيذي لشركة KR1 للتبادل الرقمية غير خاتضع لإندبندنت، إن “السوق تحرّكت أساساً من عتبة 5 آلاف دولار إلى 13 ألفاً و500 دولار في غضون 3 أشهر، والآن تريد معرفة أين يكون السعر الأدنى، لتعاود التأرجح في الاتجاه الآخر تماماً كرقّاص ساعة الحائط.”
وأضاف: “في رأيي، إننا في مراحل مبكّرة من السوق الصاعدة. سيكون القاع هذه المرة أعلى بكثير من 5 آلف دولار، وسنجد عدداً من القيعان الأعلى، على طول طريق العودة، وصولاً إلى أعلى مستويات الأسعار على الإطلاق.”
© The Independent