يثير احتفاظ الملياردير الأمريكي “وارن بافيت” بأمواله دون خوض استثمارات جديدة، شكوكاً حول مسألة أن الأسواق المالية مقومة بأكثر من قيمتها.
وتأتي هذه الشكوك بعدما تراجع “بافيت” عن مزايدة لشراء إحدى الشركات بعد عطاء أعلى قليلاً من العرض الذي تقدمت به شركة “بيركشاير هاثواي”، وفقاً لتقرير نشرته شبكة “سي.إن.بي.سي” الأمريكية.
ورغم أن شركة “هاثواي” التي يديرها “بافيت” تمتلك حوالي 128 مليار دولار من الكاش، فإن انسحابه من تلك المزايدة يؤكد تساؤلات الأسواق حول التقييم العام لسوق الأسهم واعتقاد “بافيت” إمكانية تعرضها لهبوط مستقبلي.
وفي الأسبوع الماضي كان رئيس والرئيس التنفيذي لشركة “بيركشاير هاثواي” تقدم بعرض لشراء شركة “تيك داتا” مقابل 140 دولاراً للسهم أو ما يزيد قليلاً عن 5 مليارات دولار.
وأعقب ذلك قيام شركة الأسهم الخاصة “أبولو جلوبال مانجمنت” بتحسين عرضها الأولي إلى 145 دولاراً للسهم أو 5.14 مليار دولار.
ورغم الفرق الضئيل بين العطاءين، إلا أن “بافيت” فضل الانسحاب من تلك الصفقة برمتها.
وذكر بافيت في أحدث خطاب سنوي أن الأسعار مرتفعة للغاية بالنسبة لحيازة شركات ذات آفاق طويلة الآجل جيدة.
ويجدر الإشارة إلى أن مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” ارتفع بنسبة 25 بالمائة في العام الحالي حتى الآن، متجهاً لحصد أفضل أداء سنوي منذ عام 2013.
وتأتي تلك المكاسب في سياق التفاؤل حيال الصفقة التجارية المرتقبة بين أكبر اقتصادين حول العالم، إضافة إلى مخاوف حدوث الركود الاقتصادي والتي باتت آخذة في التراجع.
وقفزت نسبة الأسعار إلى الأرباح في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، وهو المؤشر الأكثر شيوعاً لرصد تقييمات الأسواق والذي يقيس سعر السهم مقارنة إلى تقديرات الأرباح لكل سهم في غضون الإثنى عشرة شهراً المقبلة، إلى مستويات لم تشهدها منذ الموجة البيعية الحادة المسجلة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
كما يتداول مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” عند 2.14 مرة من تقديرات المبيعات في الـ12 شهراً المقبلة.
وكانت المرات الوحيدة التي وصل لها السوق لمثل تلك المستويات في سبتمبر/أيلول عام 2018 عندما بدأت الموجة البيعية وفي الربع الأول من عام 2000 قبل انفجار فقاعة التكنولوجيا.
ويتحدث بعض المحللين عن التقييمات المرتفعة للأسهم في الولايات المتحدة، حيث قال “لوري كالفاسينا” رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في “أر.بي.سي” خلال مذكرة بحثية إن تقييمات الأسهم الأمريكية لا تزال مرتفعة مقارنة مع الأسهم غير الأمريكية.
مباشر