أنفق المستهلكون الصينيون مبلغا قياسيا على منصات “علي بابا” أمس، خلال فترة الشراء السنوية “يوم العزاب”، وهو أكبر حدث للتسوق طوال 24 ساعة في العالم، وبدأ هذا العام بعرض جذاب للفنانة الأمريكية تايلور سويفت.
ووفقا لـ”الفرنسية”، قالت شركة التجارة الإلكترونية الرائدة إن كمية السلع، التي تم شراؤها بعد ظهر أمس، تجاوزت الرقم القياسي السابق 30.7 مليار دولار، الذي تم إنفاقه خلال فترة الـ24 ساعة الماضية العام الماضي، متوقعة أن يرتفع الرقم مع بقاء ساعات عدة أمام المتسوقين.

يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤا تفاقمه الحرب التجارية مع واشنطن. وتعكس المبيعات في “يوم العزاب” معنويات المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

لكن لا يوجد ما يشير إلى شد الحزام في الصين، حيث تم إنفاق مليار دولار لشراء أغراض من “علي بابا” في أول 68 ثانية فقط.
وطالما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن تعريفاته على البضائع الصينية أضعفت اقتصاد هذا البلد، لكن صحيفة “جلوبال تايمز” التابعة للدولة ذكرت أن أرقام التسوق أثبتت عكس ذلك.

وكتبت على موقع تويتر أن الأرقام “تتحدث بوضوح عن قوة الإنفاق لدى الشعب الصيني لدعم الاقتصاد رغم الحرب التجارية المستمرة منذ 17 شهرا والاضطرابات” في إشارة إلى أشهر من التظاهرات في هونج كونج.

وبدأ العرض الترويجي، في عامه الـ11 حاليا، منتصف الليل، حيث يقوم الصينيون عبر الإنترنت باقتناص كل شيء من الإلكترونيات إلى الملابس والسلع المنزلية في موقع “علي بابا” والمواقع الإلكترونية المنافسة.

افتتح “علي بابا” موسم “يوم العزاب” بعرض سنوي في شنغهاي مع النجمة تايلور سويفت. ويطلق على هذه المناسبة أيضا “11.11” أي 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو يوم غير رسمي للصينيين غير المتزوجين.

لكن “علي بابا” ومقره مدينة هانجتسو الشرقية، حوله إلى عرض تسوق يشبه “الجمعة السوداء” في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، والذي يجاوزه “يوم العزاب” بسهولة الآن.
وتضاعفت أعداد المواقع الصينية الأخرى على الإنترنت وتجار التجزئة.

من جهته، أفاد موقع “جاي دي .كوم” منافس “علي بابا” الذي تستمر عروضه الترويجية طوال 11 يوما تنتهي منتصف ليل 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بأن إجمالي المبيعات بلغ حتى ظهر الإثنين 25.6 مليار دولار، متجاوزا 22.4 مليار دولار التي تم إنفاقها خلال 11 يوما العام الماضي.

رغم البيانات الاقتصادية خلال العام الماضي، ظلت مبيعات التجزئة في الصين جيدة نسبيا، بفضل تسهيلات التجارة الإلكترونية والشراء بواسطة الهاتف الذكي بنقرة واحدة.

وقال دانيال زانج، رئيس “علي بابا” في تعليقات أصدرتها الشركة “على مر السنين، أصبح المستهلكون أكثر تنوعا وأصغر سنا”، في وصف للأداء المتواصل القوي في هذه المناسبة.

تنتقل الصين بشكل متزايد إلى نموذج اقتصادي مدفوع بالاستهلاك المحلي بعيدا عن الاعتماد المفرط على التصنيع، كما كان الأمر سابقا.
ويقول محللون إن مبيعات التجارة الإلكترونية تتوسع بفضل تنوع المنتجات المتاحة للمتسوقين الصينيين ومع تزايد سعي المستهلكين إلى الحصول على سلع ذات جودة أفضل وأسعار أعلى.

من جهته، قال ريموند ما، مدير المحافظ لدى “فيديليتي إنفستمنتس” في مذكرة أبحاث “لقد أصبح الاستهلاك جزءا مهما من الاقتصاد. لقد سهلت عملية الرقمنة هذا الاتجاه لأنه يجعل الاستهلاك أكثر راحة وفعالية من أي وقت مضى”.

ويستحوذ “علي بابا” على أكثر من نصف سوق التجارة الإلكترونية في الصين، حيث تصل إلى أرقام قياسية في “يوم العزاب” كل عام، لكن وتيرة النمو تشهد تباطؤا.

وذكرت الشركة المدرجة في الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري، أن الإيرادات في الربع الأخير تباطأت إلى 40 في المائة من 54 في المائة في الربع نفسه من العام الماضي.

وهذا أول “يوم للعزاب” دون جاك ما الذي تنحى عن منصبه كرئيس في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقد شارك في تأسيس الشركة في شقته في هانجتسو قبل 20 عاما. وأصبحت الآن بين الشركات الأعلى قيمة في العالم.

وتأمل “علي بابا” في جمع ما يصل إلى 15 مليار دولار في الاكتتاب العام في هونج كونج، حسبما ذكر تقرير الأسبوع الماضي.
ويتهم دعاة حماية البيئة “علي بابا” وتجار التجزئة الآخرين عبر الإنترنت بتأجيج ثقافة الاستهلاك المفرط ما يفاقم أزمة القمامة.

الإقتصادية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على