لا تعتبر مخصصات الأسواق الناشئة في المحافظ الاستثمارية فئة أصول مفضلة في الوقت الحالي، لكنها لا تزال تتمتع بالجاذبية.

ويبحث “كريستوفر دهانراج” رئيس استراتيجية الاستثمار في صندوق الاستثمار المتداول “آي شيرز” خلال تقرير نشرته مدونة أكبر شركة لإدارة الأصول “بلاك روك” 4 استراتيجيات للاستثمار في الأسواق الناشئة.

وكانت الأسواق الناشئة هي الجهة المفضلة بالنسبة للمستثمرين مؤخراً، لكنها فقدت حالياً شعبيتها.

وعانت فئة الأصول في ظل سلسلة من التغريدات والتعريفات الجمركية وعدم اليقين، حيث انخفض مؤشر “إم.إس.سي.آي” للأسواق الناشئة بنحو 19 بالمائة مقارنة بالقمة المسجلة في يناير/كانون الثاني 2018، في حين ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” للأسهم الأمريكية بنحو 5 بالمائة خلال نفس الفترة.

وحذت صناديق الاستثمار المتداولة “إيه.تي.إف” حذوهما، حيث تم سحب حوالي 10 مليارات دولار من صناديق الاستثمار المتدولة في أسهم الأسواق الناشئة خلال شهر أغسطس/آب وحده ما جعل إجمالي التدفقات منذ بداية العام وحتى الآن قريبة من الاستقرار.

ولكن لا يعني أداء الأسواق الناشئة السلبي استبعادها من المحافظ الاستثمارية.

وفي حقيقة الأمر، تظهر إشارات على القوة في حركة التدفقات النقدية والتي كسرت مؤخراً موجة الخسائر الخاصة بها، حيث شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في أسهم الأسواق الناشئة وخاصة في الصناديق الخاصة بصناديق معينة تتبع الأصول في الصين، تدفقات نقدية داخلة بقيمة 700 مليون دولار في الأسبوع المنتهي يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي.

ومع ذلك، من المهم التفكير في الحفاظ على بعض الاستثمارت في أصول الأسواق الناشئة والتي تتيح إمكانية الوصول إلى الأجزاء النامية من العالم مع ارتفاع الطبقة المتوسطة والتنويع المحتمل والنمو.

وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال أسهم الأسواق الناشئة رخيصة للغاية، حيث يبلغ معدل “سعر السهم في الوقت الحالي نسبة للأرباح المستقبلية المتوقعة” حوالي 12 مرة مقابل 17 مرة في الأسهم الأمريكية.

وفيما يلي 4 اقتراحات للاستثمار في الأسواق الناشئة بما يتجاوز التنفيذ التقليدي على الصعيد الإقليمي:

الأول: النظر في استراتيجيات محدودة التقلبات

ربما يرغب المستثمرون الذي يشعرون بالقلق حيال التقلبات، في النظر إلى الصناديق محدودة التلقلبات (minimum volatility funds)، والتي على الأرجح تكون قادرة على تهدئة الاتجاهات الصاعدة والهابطة في الاستثمار في الأسواق الناشئة.

وبالنظر إلى مثال التراجع الأخير: انخفض مؤشر الحد الأدنى للتقلبات في لأسواق الناشئة “إم.إس.سي.آي” بنسبة 10 بالمائة تقريباً منذ شهر يناير/كانون الثاني 2018، ليتفوق في الأداء على مؤشر “إم.إس.سي.آي” للأسواق الناشئة والذي هبط بنسبة 19 بالمائة.

الثاني: صمم محفظة الأسواق الناشئة الخاصة بك حول الدول أو المناطق

الوضع داخل الأسواق الناشئة آخذ في التغيير: دخلت السعودية والأرجنتين وأسهم الفئة الممتازة من الصين في المؤشر، لكن على النقيض أصبحت أكثر تركيزاً على الرغم من الوافدين الجدد.

وفي غضون 5 سنوات فقط، زاد وزن الصين في مؤشر “إم.إس.سي.آي” للأسواق الناشئة من 20 بالمائة إلى 33 بالمائة ومن المتوقع أن يتجاوز 40 بالمائة عند إدراج الأسهم الصينية الممتازة بالكامل.

ويلاحظ المستثمرون الوزن الصيني البالغ 33 بالمائة في مؤشر الأسواق الناشئة مع ارتفاع مخاطر الصين مدفوعة بالتوترات التجارية مع الولايات المتحدة وخفض توقعات الأرباح.

وتراجع مؤشر “إم.إس.سي.آي” للصين بنحو الربع تقريباً مقارنة مع ذروته، ما أدى لهبوط بقية مؤشر الأسواق الناشئة.

ومن المحتمل أنه مع زيادة وزن الصين داخل المؤشر، ستكون معاملة الأسواق الناشئة باستثناء الصين قابلة للمقارنة مع الدول المتقدمة باستثناء الولايات المتحدة، أو آسيا بدون اليابان.

حل محتمل واحد؟ النظر في استبعاد الصين باعتبارها مخصص مستقل من خلال استراتيجية الأسواق الناشئة باستثناء الصين.

وبشكل عام، يمكن للمستثمرين النظر في اعتماد نهج يركز على الدول بشكل محدد في محافظهم الاستثمارية الدولية.

ويشير الاستثمار المركز على المخاطر والارتباطات المنخفضة عبر الأسواق الناشئة وتشتت العوائد المرتفعة إلى أن أصول الأسواق الناشئة مناسبة تماماً لمثل هذا النهج.

الثالث: إدارة مخاطر الأحداث السياسية

ربما يرغب المستثمرون في التفكير في نهج مختلف بالنسبة للتداول التكتيكي والاستراتيجي عبر استخدام التعرض الواسع لأصول الأسواق الناشئة أو إجراء عمليات تداول تكتيكية حول اجتماعات الفيدرالي أو الأحداث الجيوسياسية.

وبقدر الإمكان، يجب النظر لصناديق الاستثمار المتداولة لعملات تحوط الأسواق الناشئة.

الرابع: إلقاء نظرة على ديون الأسواق الناشئة كمكمل محتمل لمحفظة أسهم الأسواق الناشئة

تبدو ديون الأسواق الناشئة جذابة كما توفر مكملاً للتعرض القوي لمؤشرات أسواق الأسهم الناشئة في آسيا.

وفي عام 2019 حتى الآن، قام أكثر من ثلاثين بنكاً مركزياً حول العالم بخفض معدلات الفائدة، حيث أرسل بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي رسالة مفادها أنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من التيسير النقدي.

وفي بيئة خفض معدلات الفائدة على المستوى العالمي، قد يكون المستثمرون قادرين على الاستفادة من خلال التفكير في الاستثمار في ديون الأسواق الناشئة بحثاً عن بديل للعوائد.

وسواء عادت أصول الأسواق الناشئة إلى قائمة الأصول المفضلة للمستثمرين هذا الأسبوع أو في العام المقبل، نعتقد أنه يتعين على غالبية المستثمرين التفكير في بعض المخصصات على المدى الطويل لهذه الفئة الهامة من الأصول.

ويمكن أن توفر صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة المرونة لتنفيذ هذا التخصيص.

مباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على