قالت مصادر مطلعة إن المستثمرين القطريين في دويتشه بنك يرغبون في استقالة بول أخلايتنر رئيس مجلس الإدارة بعد فشل تعيين ممثل لهم في المجلس، في وقت يعاني سعر السهم انحدارا طويلا.

وبحسب ستة مصادر، من بينهم مساهمون كبار ومصرفيون وآخرون لهم اطلاع مباشر على الأمر، فإنه بعد فشل رئيس مجلس إدارة أكبر بنك ألماني، في تعيين المصرفي السويسري يوريج تسلتنر في المجلس، فإن ممثلين للأسرة الحاكمة في قطر أبلغوا إدارة دويتشه ومستثمرين رئيسين آخرين أن أخلايتنر (63 عاما) ينبغي أن يعلن انصرافه قريبا.

ووفقا لـ”رويترز”، أوضح مصدر مطلع أن كيانين قطريين، هما “بارامونت” للخدمات القابضة و”سوبريم يونيفرسال” القابضة، التي تخضع كل منهما لسيطرة أعضاء كبار في أسرة آل ثاني القطرية الحاكمة، يملكان نحو 10 في المائة معا، ما يجعلهما أكبر مساهمين في البنك.
وأحجم دويتشه بنك وأخلايتنر عن التعليق، وكذلك ميشيل فايسولا، الرئيس التنفيذي لمكتب ديلمون العائلي الذي يتولى الإشراف على استثمارات دويتشه بنك العائدة إلى أعضاء في آل ثاني.
وتحدث عشرة أشخاص عن العلاقة المتوترة بين أخلايتنر والقطريين، لكنهم اشترطوا عدم نشر أسمائهم نظرا لحساسية المسألة.

جهود النهوض
يسلط استهداف أخلايتنر خيبة الأمل العميقة حيال المصرفي النمساوي. فقد تراجع سهم دويتشه بنك 70 في المائة منذ تولى منصبه في 2012.
كان أخلايتنر قد اجتاز اقتراحا لإقالته خلال أحدث اجتماع سنوي هذا العام.
وفشل مصرفي جولدمان ساكس السابق، الذي أشرف على عدة تغييرات لمنصب الرئيس التنفيذي لدويتشه، في وقف تراجع البنك. وفي وقت سابق هذا العام، انهارت محادثات للاندماج مع كومرتس بنك المدعوم من الدولة.

وكان توسع دويتشه بنك الجريء في الأنشطة المصرفية الاستثمارية قد أفرز غرامات بمليارات اليوروهات بسبب مخالفات وأعوام من الخسائر.
وبعد انتقاده في وقت سابق بدعوى تحركه ببطء شديد لتقليص أنشطة بنك الاستثمار، دعم أخلايتنر جهود الرئيس التنفيذي كريستيان زوينج الأعمق للتركيز على ألمانيا.

تضارب مصالح
المستثمران القطريان الرئيسان هما رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي 2016، عندما تعرض أخلايتنر لضغوط فيما يتعلق بأداء دويتشه، دعمته “بارامونت”، شركة الاستثمار التابعة لآل ثاني، في بيان علني نادر. لكن العلاقات أصابها الفتور منذ ذلك الحين.

وبطلب من قطر، رشح أخلايتنر في أغسطس تسلتنر، المسؤول التنفيذي السابق في يو. بي. إس، لعضوية مجلس الإدارة.
لكن الجهات التنظيمية رأت في الأمر تضارب مصالح لأن تسلتنر هو الرئيس التنفيذي لشركة كيه. بي. إل يوروبيين برايفت بنكرز، التي تتداخل أعمالها مع أعمال دويتشه بنك ويسيطر عليها عضو في العائلة القطرية الحاكمة.

ومنع المسؤولون التنظيميون في البنك المركزي الأوروبي وجهاز مراقبة أسواق المال الألمانية بافين من إنفاذ التعيين هذا الشهر.
كانت تلك عثرة محرجة لأخلايتنر، الذي يملك واحدة من أقوى شبكات العلاقات في قطاع الشركات داخل ألمانيا، ويشغل حاليا عضوية مجلس إدارة “باير”، مالكة شركة مونسانتو، والمدير المالي السابق لشركة التأمين الألمانية أليانز.

وشكا بعض المسؤولين التنظيميين في أحاديثهم الخاصة من أن أخلايتنر لم يبحث تعيين تسلتنر بشكل شخصي معهم قبل الإعلان عنه، حسبما ذكر مسؤول كبير.
ومن بين عدة أسماء يتداولها المستثمرون كمرشحين محتملين لخلافة أخلايتنر يأتي ثيودور فايمر، الرئيس التنفيذي الحالي للبورصة الألمانية.
وأحجمت البورصة الألمانية عن التعليق لكن مصدرا قريبا من فايمر قال إنه بصدد تمديد عقده الحالي البالغة مدته ثلاثة أعوام.
اسم آخر هو نيكولاوس فون بومهارد، الرئيس الحالي لمجلس إدارة ميونخ ري والبريد الألماني. وامتنع هو الآخر عن التعقيب.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على