رفضت بورصة لندن للأوراق المالية رسميا أمس، عرضا للاستحواذ عليها من جانب منافستها في هونج كونج، مشيرة إلى عيوب “جوهرية” ومخاوف بشأن علاقاتها بحكومة هونج كونج.
وبحسب “الفرنسية”، قالت بورصة لندن في بيان، إن مجلس إدارتها يرفض بالإجماع الاقتراح المشروط من بورصة هونج كونج، وبالنظر إلى عيوبه الأساسية، لا يرى أي فائدة في مزيد من البحث فيما يتعلق بالعرض، الذي بلغت قيمته نحو 39 مليار دولار.
وأضافت بورصة لندن في رسالة موجهة إلى مديري بورصة هونج كونج نشرت مرفقة ببيان الرفض “لا شك في أن هيكلية مجلس إدارتكم غير الاعتيادية وعلاقتكم بحكومة هونج كونج ستعقد الأمور”.
وذكرت بورصة لندن، التي تدير بورصتي لندن وميلانو، أنها “لا تزال ملتزمة وتواصل إحراز تقدم جيد بشأن مقترحها للاستحواذ” على شركة “ريفينيتيف” للبيانات المالية.
وقالت بورصة هونج كونج الأربعاء الماضي إن عرضها النقدي وبالأسهم لشراء بورصة لندن مشروط بإنهاء صفقة الاستحواذ على “ريفينيتيف”، ومقرها لندن.
وأوضحت بورصة لندن أمس، أن العرض “قاصر إلى حد كبير عن التقييم المناسب للاستحواذ”، مبينة أن الارتباط مع بورصة هونج كونج كان “سيمثل استراتيجيا خطوة كبيرة إلى الوراء” بالنسبة لبورصة لندن، في حين تتوقع المجموعة البريطانية تحقيق “قيمة كبيرة” من خلال شراء ريفينيتيف.
وأشارت بورصة هونج كونج الأربعاء الماضي إلى أن الصفقة، التي تقترحها كانت ستؤدي إلى قيام مجموعة مشتركة ذات مكانة مثالية “للاستفادة من الاقتصاد الكلي العالمي المتطور، وربط الأسواق المالية القائمة في الغرب بالأسواق المالية الناشئة في الشرق، خصوصا في الصين”.
وردا على ذلك، قالت بورصة لندن أمس، “ندرك حجم الفرصة في الصين ونقدر علاقاتنا هناك بشكل كبير. مع ذلك، لا نعتقد أن بورصة هونج كونج توفر لنا أفضل المواقع على المدى الطويل في آسيا أو أفضل منصة تداول بالنسبة للصين”.
وأضافت “نثمن شراكتنا ذات المنفعة المتبادلة مع بورصة شنغهاي وهي قناتنا المفضلة والمباشرة للوصول إلى الفرص العديدة المتوفرة مع الصين”.
جاء عرض بورصة هونج كونج بعد شهر واحد من بدء بورصة لندن التفاوض على صفقة ضخمة للاستحواذ على ريفينيتيف، وهي خطوة من شأنها أن توجد عملاقا في معلومات السوق لمنافسة عملاق المعلومات الأمريكي بلومبيرج.
وبحسب “رويترز”، أبلغت بورصة لندن شركة هونج كونج للبورصات والمقاصة في خطاب أنه تراودها مخاوف جوهرية بشأن عناصر أساسية في العرض وأن علاقة الشركة مع حكومة هونج كونج ستؤدي إلى “تعقيد الأمور”.
وقالت بورصة لندن في بيان “وفقا لذلك، يرفض المجلس بالإجماع العرض المشروط، وبالنظر إلى نقائصه الأساسية، لا يرى ميزة في مزيد من الانخراط” بالمسألة.
وارتفعت أسهم بورصة لندن 1.3 في المائة إلى 7352 بنسا بعد البيان دون تغيير يذكر عن المستويات، التي سجلتها في وقت سابق.
وقدمت شركة هونج كونج للبورصات والمقاصة عرضها المفاجئ يوم الأربعاء الماضي، بعد يومين فقط من سفر مسؤولين بها إلى لندن لعرضه على الرئيس التنفيذي لبورصة لندن ديفيد شويمر للمرة الأولى.
وتلقى العرض استقبالا فاترا من المساهمين حتى الآن، على الرغم من أن محللين يتوقعون أن تعود البورصة الآسيوية بعرض محسن وقد تتجه إلى استحواذ عدائي، ما يعني أن تتوجه مباشرة بالعرض للمساهمين في بورصة لندن.
وفي خطابها، قالت بورصة لندن إن تأكيد شركة هونج كونج للبورصات والمقاصة على أن الصفقة ستكون سريعة ومؤكدة أمر “لا يتسم بالمصداقية ببساطة”.
إلى ذلك، فتح المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي على ارتفاع متواضع أمس، بفعل تنامي التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك مبيعات التجزئة المحلية، التي جاءت أقوى من المتوقع.
وزاد مؤشر داو جونز الصناعي 34.22 نقطة أو 0.13 في المائة إلى 27216.67 نقطة.
وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 2.64 نقطة أو 0.09 في المائة إلى 3012.21 نقطة. وانخفض المؤشر ناسداك المجمع 3.90 نقطة أو 0.05 في المائة إلى 8190.57 نقطة.
وفي أوروبا، استقرت الأسهم دون تغيير يذكر تقريبا في التعاملات المبكرة أمس، وتتجه صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي بعد أن اتخذ البنك المركزي الأوروبي إجراء قويا بشأن النمو الاقتصادي، وأشار إلى أنه يتعين على الحكومات أيضا بذل مزيد من الجهود.
وتعهد ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي بتحفيز لأجل غير مسمى أمس الأول لإنعاش اقتصاد منطقة اليورو المتعثر. وبحلول الساعة 07:12 بتوقيت جرينتش، تراجع المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.03 في المائة فقط، بينما ارتفع مؤشر منطقة اليورو وحدها ارتفاعا طفيفا.
وصعد قطاع الموارد الأولية المعتمد على التجارة وقطاع السيارات بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه يدرس إبرام اتفاق تجاري مؤقت مع الصين قبل مفاوضات رفيعة المستوى تجري في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وزاد سهم “دويتشه بنك” 1.5 في المائة بعد أن أصبح البنك هو الأول بين 16 شركة لتقديم الخدمات المالية، الذي يسوي دعاوى بأنه تآمر للتلاعب بأسعار سندات أصدرتها فاني ماي وفريدي ماك.
وآسيويا، ارتفع مؤشر نيكاي الياباني لأعلى مستوى في أربعة أشهر عند الإغلاق أمس، في الوقت الذي هدأت فيه المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي بعد مؤشرات على ذوبان الجليد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وسياسة تيسيرية اتبعها البنك المركزي الأوروبي.
وتقدم مؤشر نيكاي 1.1 في المائة ليغلق عند 21988.29 نقطة، مسجلا أعلى مستوى إغلاق منذ السابع من أيار (مايو) الماضي. وفي الأسبوع، ارتفع المؤشر القياسي 3.7 في المائة مسجلا أكبر مكسب في ثمانية أشهر.
وزاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.9 في المائة إلى 1609.87 نقطة وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي، فيما بلغ حجم التداولات على المنصة الرئيسية ببورصة طوكيو 3.34 تريليون ين وهو الأكبر في نحو تسعة أشهر.
وأعلنت الصين والولايات المتحدة عن تنازلات هذا الأسبوع قبل محادثات تجارية قادمة في أوائل تشرين الأول (أكتوبر). وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقت لاحق للصحافيين إنه ربما يدرس إبرام اتفاق تجاري مؤقت مع بكين.
وارتفع نحو ثلثي القطاعات الفرعية البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو، مع تصدر قطاع العقارات الشديد التأثر بالفائدة لقائمة القطاعات الرابحة، ليرتفع مؤشره 2.7 في المائة قبل اجتماع يعقده مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسة النقدية الأسبوع المقبل.
وأقبل المستثمرون أيضا على شراء أسهم القطاعات الدفاعية، مع ارتفاع سهم “شيسيدو” وسهم “أو.إل.سي” المشغلة لـ”طوكيو ديزني ريزورت” 2.2 في المائة و3 في المائة على الترتيب.
وربح سهم “باناسونيك” 0.6 في المائة بعد أن ذكرت صحيفة “نيكي” أن “تويوتا موتور” بدأت استخدام بطاريات صممتها “باناسونيك” لـ”تسلا” في بعض سياراتها الهجينة القابلة للشحن بالكهرباء المبيعة في الصين. وأضاف سهم “تويوتا” 0.8 في المائة.
وقفز سهم “ياهو اليابان” 4.9 في المائة بعد أن قالت شركة الإنترنت إنها ستستحوذ على “زوزو” المتجر الإلكتروني لبيع الملابس مقابل 400 مليار ين (3.7 مليار دولار) أمس الأول، ساعية إلى تحسين موقعها في مواجهة منافسين مثل “أمازون.كوم” وتراجع سهم “زوزو” 0.5 في المائة ليقلص بعض المكاسب الكبيرة التي حققها بنسبة 13.4 في المائة في الجلسة السابقة.
وفي باكستان، أغلق مؤشر بورصة كراتشي كبرى أسواق الأسهم الباكستانية أمس، على تراجع 0.21 في المائة، أي ما يعادل 65 نقطة، وأقفل عند مستوى 31481 نقطة.
وبلغ حجم التداول 82910910 أسهم نفذت في 305 صفقات، ارتفعت خلالها القيمة السوقية لأسهم 134 شركة، وتراجعت قيمة أسهم 142 شركة، واستقرت قيمة أسهم 29 شركة.
وعربيا، أغلق مؤشر بورصة بيروت لتداول الأسهم والأوراق المالية أمس، على تراجع بنسبة بلغت 0.39 في المائة، أي ما يعادل 3 نقاط، ليقفل عند مستوى 793.58 نقطة.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 171 ألفا و703 أسهم، بقيمة 297 ألفا و316 دولارا أمريكيا، نفذت خلال 15 صفقة. كما ارتفعت القيمة الرأسمالية للشركات المدرجة لتصل إلى سبعة ملايين و838 ألف دولار أمريكي، مقارنة بسبعة ملايين و868 ألف دولار لجلسة التداول السابقة.
وفي الأردن، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 0.44 في المائة لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 1793.4 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي نحو 11.0 مليون دينار أردني، مقارنة بـ5.6 مليون دينار أردني الأسبوع السابق، وبنسبة ارتفاع 97.0 في المائة، فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 55.1 مليون دينار أردني، مقارنة بـ28.0 مليون دينار للأسبوع السابق.
أما عدد الأسهم المتداولة، التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي، فبلغت 36.9 مليون سهم، نفذت من خلال 9765 صفقة.
الإقتصادية