يتم إغلاق 20% من الشركات الناشئة في العام الأول من تأسيسها، ونصفها خلال السنوات الخمس الأولى، وذلك وفقا لمكتب إحصاءات العمل الأميركية، كما أفادت مؤسسة “سي بي إنسايتس” (CBInsights) الأميركية والمتخصصة في تحليل الأسواق والشركات والأعمال. ووفقا للدراسة نفسها، فإن 35% من الشركات الناشئة تفشل بسبب نقص الطلب في السوق، إضافة إلى عدة أسباب أخرى تشمل مشاكل التدفق النقدي، والتغلب على المنافسة، ونموذج الأعمال المعيب والتحديات القانونية.
وفي تقرير نشرته مجلة “إنتروبرونر” (Entrepreneur) الأميركية المتخصصة في ريادة الأعمال، يقول الكاتب ألكسندر زيلتوف إنه قبل إطلاق عمله الخاص، التزم بالقيام بعمل تحليلي رائع مع فريقه. وفيما يلي، أهم 3 نصائح استخلصها من تجربته، التي يمكنك اتباعها لبدء عملك التجاري وتحقيق النجاح على المديين القصير والطويل.
1. توقف عن إضفاء الطابع الرومانسي على فكرة العمل
يقول الكاتب إن مبدأ “أحب ما تعمله واعمل ما تحب” يبدو رومانسيًّا وملهمًا، لكن هذا لا ينطبق على واقع العمل، موضحًا أنه يتعين عليك في البداية تقييم إذا ما كان هناك طلب كاف في السوق لجعل شغفك مربحًا، ومن الأفضل أن تسأل نفسك بعض الأسئلة قبل بدء عمل تجاري، مثل:
ما السبب الحقيقي وراء رغبتك في بدء عمل تجاري؟
ما أهدافك الشخصية والتجارية؟
من هو عميلك؟
ما المشاكل التي يعاني منها عميلك، وكيف يمكن لشركتك حلها؟
ما الذي يقترحه منافسوك، وكيف ستختلف عنهم؟
ما الموارد التي تحتاجها لبدء عمل تجاري؟
عدم القلق بشأن منافسيك؟
ويؤكد الكاتب ضرورة النظر إلى السوق بشكل واع وتحليل قدرات منافسيك، حيث يعتبر هذا الأمر مُهمًّا بشكل خاص في حال كنت تنوي جذب المستثمرين، كما أن أحد الأسئلة الهامة التي سيطرحها عليك المستثمر هي ميزتك التنافسية، وفي هذا الإطار، هناك نظام قائم على 3 خطوات يمكنك استخدامها لتحليل السوق.
البحث الأساسي: بدلًا من تخيل ما يريده المستهلك، يمكنك سؤاله مباشرة عن طريق استخدام الاستبيانات والبحوث والمقابلات لهذا الغرض، وإذا كان لديك عملاء بالفعل فيمكنك استخدام إحصاءات من خدمة “تحليلات غوغل” و”يوتيوب” والوسائط الاجتماعية وتقارير خدمات البريد الإلكتروني والأنظمة الأساسية الأخرى لفهم تفضيلات العملاء وسلوكهم.
البحث الثانوي: تنظيم المعلومات الواردة ودراستها بالتفصيل؛ ويتم ذلك من خلال التساؤل: هل يتوافق هذا مع فهمك للسوق؟ وكيف يمكن لمنتجك حل طلبات العملاء؟”التحليل الرباعي” (SWOT analysis): ويعتبر هذا النوع من التحليلات طريقة موثوقة لدراسة مواطن القوة والضعف والفرص والتهديدات لفكرة المشروع. فمن خلال هذا التحليل، يمكنك تحديد إذا ما كان السوق بحاجة إلى منتج، وإذا ما كنت ستتحقق النجاح الذي تتوقعه.
ويبين الكاتب أنه كنتيجة لهذا البحث، ستجد إجابات لهذه الأسئلة:
من هم عملاؤك؟ وما هي مبيعاتهم وتقييماتهم وحدودهم؟
من هم منافسوك؟ وما الذي يحبه أو يكرهه عملاؤك المحتملون في منتجاتهم؟
ما الذي يجب أن تقترحه على السوق لتكون أكثر نجاحا؟
ما نوع العرض الفريد الذي يمكنك تقديمه؟
اختبر فرضيتك
ويشير الكاتب إلى أنه بمجرد إجراء البحث في السوق ومعرفة ما يريده المستهلك، تحتاج إلى التأكد من أن منتجك يلبي طلبهم، ولا بد من القيام بذلك بأقل تكلفة ممكنة، في شكل منتج الحد الأدنى، الذي يوفر فرصة لتطوير منتج جديد مقابل تكلفة ضئيلة وجمع التعليقات من العملاء المحتملين.
ويلفت الكاتب إلى أنه بالإضافة إلى ذلك يمكنك استخدام “اختبار أ-ب” (A/B Testing) للتحقق من صحة افتراضاتك حول الأعمال المستقبلية؛ حيث يمكنك استخدام هذه الطريقة للتحقق من نوع إصدار موقع الويب أو التصميم الذي يفضله العملاء بشكل أفضل.
ويذكر الكاتب أنه يمكنك مثلا إنشاء نسختين من الصفحة المقصودة للغرض نفسه، بالسعر والنص نفسه، ولكن بتصميمات مختلفة أو تخطيطات مختلفة، ثم تحليل الإصدار الذي قام المستهلكون بتصفحه أكثر وأيهما منحك المزيد من الجودة.
وفي النهاية، يقول الكاتب أنه بعد اتباع هذه الخطوات الثلاث، يمكنك البدء في البحث عن الاستثمارات، مشيرًا إلى أنه بهذه الطريقة، يمكنك التأكد من عدم إهدار المال والجهد، ولن تفشل شركتك الناشئة.
الجزيرة