شهد الأسبوع الماضي عدد من التطورات في كافة الجبهات بعضها إيجابي في حين جاء البعض الآخر سلبياً.
ويأتي كل ذلك في سياق متابعة أزمة واحدة وهي وباء “كوفيد-19” سواء فيما يتعلق بكيفية التخلص من القيود المفروضة جراء انتشاره أو على صعيد سبل التحفيز لدعم الاقتصادات المنهكة بسببه.
الناتج المحلي الإجمالي
انكمش اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 5 بالمائة خلال الربع المنتهي في مارس/آذار الماضي، وهي وتيرة أكبر من المسجلة في التقديرات الأولية والتي كانت تشير إلى انكماش نسبته 4.8 بالمائة.
ويعتبر هذا الأداء الاقتصادي هو الأسوأ منذ الربع الأخير من عام 2008 عندما كانت الولايات المتحدة في خضم الأزمة المالية العالمية، كما يضع نهاية لستة أعوام من النمو الاقتصادي المتواصل.
ورغم هذا الأداء المخيب للآمال بشأن أكبر اقتصاد في العالم خلال الربع الأول من 2020، إلا أن التوقعات أكثر تشاؤماً حيال الربع الثاني من هذا العام وسط تداعيات عمليات الإغلاق الوطني بفعل وباء كورونا.
وعلى صعيد آخر، فإن أرقام النمو الاقتصادي في فرنسا وإيطاليا تم تعديلها بالخفض بوتيرة تتجاوز التقديرات الأولية، في حين توسع اقتصاد الهند بأبطأ وتيرة فصلية منذ عام 2009، بينما تمكن اقتصاد تركيا من النمو بدعم إنفاق الأسر والحكومة.
تسريح العمالة يتفاقم
رغم أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحد تراجع في الأسبوع الماضي لكنه لا يزال أكثر من مليوني شخص، حيث بلغ 2.123 مليون طلب في الأسبوع المنتهي في 23 مايو/آيار الماضي، بانخفاض 323 ألف طلب عن الأسبوع السابق له بعد التعديل بالرفع بنحو 8 آلاف طلب.
ومنذ إعلان تفشي الوباء في الولايات المتحدة منتصف مارس/آذار الماضي، تقدم في المجمل 40.8 مليون شخص للحصول على إعانة البطالة في غضون 10 أسابيع.
ويحصل الأمريكيين على 600 دولار إضافية في إعانة البطالة الأسبوعية ليكون الإجمالي 970 دولاراً، وذلك ضمن حزمة التحفيز الأمريكية البالغة 2.2 تريليون دولار.
لكن هذا المبلغ الإضافي من المقرر أن تنتهي صلاحيته بحلول نهاية يوليو/تموز إذا لم يمرر مجلس الشيوخ الأمريكي والرئيس دونالد ترامب حزمة جديدة بقيمة 3 تريليونات دولار.
منطقة اليورو وحزمة التحفيز
أخيراً، كشفت المفوضية الأوروبية النقاب عن خطتها التمويلية لإنعاش اقتصاد منطقة اليورو بقيمة 750 مليار يورو (826.5 مليار دولار)، لمواجهة أسوأ أزمة تواجهها الدول الأوروبية منذ فترة الثلاثينيات.
وتقوم الخطة – التي ستخضع لمناقشة قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الـ27 عبر مكالمة فيديو يوم 18 يونيو/حزيران على أمل التواصل لتوافق في الآراء حول التفاصيل الدقيقة بشأن صندوق التعافي – على اقتراض المبلغ من الأسواق مع خطط سداد في غضون ثلاثة عقود من 2028 وحتى 2058 وذلك عبر ميزانية الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يتم استخدام المبلغ من خلال منح بقيمة 500 مليار يورو و250 مليار يورو في شكل قروض للدول الأعضاء.
خفض الفائدة
قرر عدد من البنوك المركزية حول العالم خفض معدل الفائدة خلال الأسبوع المنقضي، وفي مقدمتهم بنك أوف كوريا، حيث قلص البنك معدل الفائدة بنحو 25 نقطة أساس إلى مستوى قياسي متدني عند 0.5 بالمائة.
وخفض البنك الوطني في رومانيا معدل الفائدة الأساسي بنحو 25 نقطة أساس، كما أن بولندا في خطوة مفاجئة قررت تقليص معدل الفائدة إلى 0.1 بالمائة بدلاً من 0.5 بالمائة.
وتأتي هذه الخطوات من جانب البنوك المركزية بهدف تخفيف صدمة تداعيات مكافحة وباء كورونا على الاقتصادات لتكون جنباً إلى جنب مع خطط التحفيز المالي الحكومية.
حرب ترامب مع تويتر
اشتعلت حرباً جديدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبين شركة التواصل الاجتماعي “تويتر”، بعدما قامت الأخيرة بإضافة مراجعة تحري الدقة على اثنين من تغريدات الرئيس في الأسبوع الماضي.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث قام الرئيس ترامب بالتوقيع على أمراً تنفيذياً ضد شركات التواصل الاجتماعي من شأنه تقليل الحصانة التي تتمتع بها هذه المنصات كتويتر وفيسبوك ويوتيوب.
وكانت شركة تويتر اعتبرت تغريدة ترامب على الاحتجاجات العنيفة رداً على وفاة مواطن من أصل أفريقي يدعى “جورج فلويد”، بأنها تدعو إلى العنف.
تدهور العلاقات الأمريكية الصينية
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين حالة من التوترات المتزايدة خلال الفترة الراهنة وسط اتهامات الأولى للأخيرة بالتسبب في تفشي وباء كورونا.
وتدهورت العلاقة أكثر بعد قيام البرلمان الصيني بتمرير قانون الأمن الوطني ضد هونج كونج، وهي خطوة من شأنها تقييد الحريات في المدينة التي شهدت احتجاجات داعية للديمقراطية، كما دفعت الرئيس الأمريكي لإعلان اعتزام إدارته مراجعة أعمالها في المركز المالي العالمي.
وأشار ترامب كذلك إلى أنه سيتم فرض عقوبات على مسؤولين صينيين رداً على تمرير هذا التشريع، وهي الإجراءات التي ستضاف إلى عقوبات سابقة فرضت في الآونة الأخيرة.
ومع ذلك، لم يعلن الرئيس ترامب حتى الآن أنه قد ينسحب من المرحلة الأولى للصفقة التجارية الموقعة مع الصين في وقت مبكر من هذا العام رغم تهديدات سابقة بذلك ما لم تلتزم بكين بالبنود المتفق عليها.
إنتاج النفط الآخذ في التراجع
يواصل إنتاج النفط في الولايات المتحدة الهبوط للأسبوع الثامن على التوالي، حيث انخفض بنحو 100 ألف برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 22 مايو/آيار الماضي إلى 11.400 مليون برميل يومياً.
وفي سياق آخر، أظهر مسح أجرته وكالة رويترز أن إنتاج أعضاء منظمة أوبك النفطي بلغ 24.77 مليون برميل يومياً في مايو/آيار الجاري وهو أدنى مستوى منذ عام 2002.
وشهد سوق الذهب الأسود تخمة حادة في المعروض بفعل أزمة كورونا التي أدت إلى جمود الطلب على الخام بفعل عمليات الإغلاق، الأمر الذي أثار حالة من الخلل في الأسواق.
مباشر