توقع استطلاع حديث شمل نحو 57 من المستثمرين والمتداولين والخبراء الاستراتيجيين العالميين، أن تتفوق الأسواق الناشئة على نظيرتها المتقدمة خلال العام المقبل، وذلك في ضوء ارتفاع جميع فئات الأصول بالأسواق الناشئة – وهي العملات والأسهم والسندات – خلال هذا العام بعد التراجع الكبير الذي شهدته تلك الأسواق في عام 2018 في خضم موجة بيعية عنيفة.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن إجمالي الأموال التي تم ضخها في أسواق الأسهم والسندات الخاصة بالأسواق الناشئة تجاوز نحو 25 تريليون دولار، في حين تشير البيانات إلى أن مستثمري الأسواق الناشئة حققوا عائدات بلغت 11 تريليون دولار خلال العقد الماضي.
وزادت قيمة الأسهم مجتمعة في 26 سوقاً مدرجة على مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة بمقدار 6.6 تريليون دولار منذ عام 2010، في حين زادت السندات المصدرة بالعملة المحلية بقيمة 2.9 تريليون دولار.
كما ارتفعت السندات المقومة بالدولار بقيمة 1.7 تريليون دولار، والسندات المقومة باليورو 237 مليار دولار خلال هذه الفترة الزمنية. وارتفع مؤشر الأسهم لدى مؤسسة “إم إس سي آي” بنسبة 9.6% وصعد أيضا مؤشر العملات التابع لها بنسبة 1.4% خلال هذا العام.
وذكر تقرير حديث لوكالة “بلومبرغ” أن أداء السندات المقومة بالعملات الصعبة كان جيدا للغاية، لكن في حين أن ثلاثة أرباع تدفقات المستثمرين إلى السندات الحكومية بالأسواق الناشئة قد تم ضخها في السندات المقومة بالعملة الصعبة في السنوات القليلة الماضية، كان هناك تحول في الفترة الأخيرة، وهو ما قد يشير إلى زيادة شهية المستثمرين تجاه السندات المقومة بالعملة المحلية.
ولا تحظى سندات الشركات بالأسواق الناشئة بمثل هذا الإقبال، ولكن هناك إدراكاً متزايداً بفوائدها كفئة أصول. وقال عدد من المحللين إن جانب العائد على المخاطرة بتلك السندات أصبح أكثر جاذبية، وأضافوا أن هناك مؤشرات على أن الطلب الهيكلي عليها سيستمر في النمو.
وعلى الرغم من هذه البيانات والأرقام الإيجابية، لكن ليس لدى الجميع شعور بالتفاؤل، حيث لم تستأنف أسهم الأسواق الناشئة أداءها الصاعد الذي شهدته في الفترة ما بين عامي 1998 و2008.
وأشار العضو المنتدب لبحوث الأسواق العالمية لدى مؤسسة “فوتسي راسل”، فيليب لولور، إلى وجود مخاوف بشأن تراجع أرباح الشركات بالأسواق الناشئة وتأثير ارتفاع قيمة الدولار على الاقتصادات، التي لديها تعرض للديون المقومة بالدولار وما يمثله من عرقلة للنمو.
وقال مدير الصناديق لدى شركة سوميتومو ميتسوي لإدارة الأصول، تاكيشي يوكوتشي، إنه وبشكل عام، ما زال الشعور إيجابياً. وأضاف: “ما زلت متفائلا للغاية تجاه الأسواق الناشئة خلال عام 2020 لا تزال هناك عوامل داعمة رئيسية للأسواق الناشئة، وذلك مع تراجع معدلات الفائدة لمستويات منخفضة للغاية على مستوى العالم، مما سيشجع المستثمرين على استهداف الأصول ذات العوائد المرتفعة”.
العربية نت