أوصت اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج المكونة من دول أوبك وحلفائها وفي مقدمتها روسيا، وهو التحالف المعروف باسم “أوبك+”، بواحد من أعمق تخفيضات إنتاج النفط لدعم أسعار الخام ومنع تخمة المعروض، وذلك بنحو 500 ألف برميل يوميا، ليصبح إجمالي الخفض 1.7 مليون برميل يوميا حتى نيسان/ أبريل المقبل، وسيمثل ذلك 1.7% من الإمدادات العالمية.
وقال مصدر إن تخفيضات إنتاج أوبك+ الإضافية البالغة 500 ألف برميل يوميا تنطوي على خفض من أوبك بنحو 340 ألف برميل يوميا، وخفض من المستقلين بواقع 160 ألف برميل يوميا.
تحالف أوبك+
وكان تحالف “أوبك +” قد اتفق على خفض طوعي للإمدادات منذ 2017، ويدرس المنتجون في اجتماعاتهم الحالية في فيينا كيفية الموازنة بين إمداداتهم مع عام آخر من الزيادة في الإنتاج الأميركي، وتوقعات أيضا بزيادة إنتاج دول أخرى مثل البرازيل والنرويج.
وتستكمل اليوم الجمعة الاجتماعات الوزارية بعقد الاجتماع السابع لدول “أوبك” وخارجها برئاسة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك لبحث سبل تطوير الشراكة بين الجانبين بعد انطلاق التعاون في عام 2017، وتوقيع ميثاق خاص في الاجتماع الوزاري في تموز/يوليو الماضي.
وشهد مقر “أوبك” انعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك رقم 177 برئاسة فنزويلا وحضور وزراء الدول الـ14 الأعضاء في المنظمة بمشاركة محمد باركيندو الأمين العام للمنظمة، بحسب ما ورد في صحيفة “الاقتصادية”.
واجتمع وزراء السعودية وروسيا والكويت والإمارات والجزائر وعُمان قبيل اجتماع “أوبك” أمس، فيما رحب الاجتماع بالأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة في أولى مشاركاته بصفته الجديدة، كما وجه الشكر إلى المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السابق.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إنه يشعر براحة إزاء اجتماع هذا الأسبوع، وذكرت وزارة الطاقة الروسية أن ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، اتفق مع الأمير عبدالعزيز على مواصلة التعاون في مجال الطاقة بين روسيا والسعودية.
من جانبه، أوضح وزير الطاقة الروسي في تصريحات للصحافيين عقب مشاركته في أعمال اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج في دورتها السابعة، أن بلاده تعمل على تعزيز الشراكة مع “أوبك”، وتلتزم بخطة خفض المعروض وتحسين مستويات المطابقة للوصول إلى توازن السوق في العام المقبل.
التخفيضات حتى نهاية الربع الأول
وأضاف نوفاك أن التخفيضات ستستمر حتى نهاية الربع الأول من 2020 وهو إطار زمني أقر مما اقترحه بعض وزراء “أوبك” الذين دعوا إلى تمديد الإمدادات حتى حزيران/يونيو أو كانون الأول/ديسمبر 2020، ومن الناحية النظرية يمكن لـ”أوبك” أن تتخذ قرارا بالموافقة على إطار زمني أطول مما تقرره “أوبك +”.
وقال نوفاك: “خلصنا إلى أنه من أجل أن نتجاوز بأمان فترة الطلب الموسمي في الربع الأول من 2020 فإنه يمكن التوصية بأن تنفذ الدول خفضا إضافيا يصل إلى 500 ألف برميل يوميا”، مشيرا إلى أن وزراء “أوبك” والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة سيجتمعون مجددا في آذار/مارس.
وتعهدت روسيا غير العضو في المنظمة بخفض الإنتاج بنحو 228 ألف برميل يوميا، في الوقت الذي تجد فيه الشركات الروسية صعوبة في خفض الإنتاج خلال أشهر الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة.
تسوية بين روسيا وأوبك
وتوقع مصدر مطلع أن تتوصل روسيا و”أوبك” على الأرجح إلى اتفاق، مضيفا أنهما بحاجة فقط إلى تسوية بضع مسائل قائمة، وإحدى النقاط الخلافية بالنسبة لروسيا هذه المرة هي كيفية حساب إنتاجها النفطي. وتصنف موسكو إنتاجها من المكثفات على أنه منتج فرعي لإنتاج الغاز، بينما لا يفعل المنتجون الآخرون ذلك.
ومع زيادة الإنتاج الروسي من الغاز والمكثفات، تراجع التزامها بالمستوى المستهدف لإنتاجها في “أوبك +”، وتريد موسكو أن تحسب “أوبك +” أداءها دون المكثفات.
استبعاد مكثفات الغاز الروسي
وأشار وزير الطاقة الروسي إلى أن لجنة “أوبك +” أوصت باستبعاد أرقام مكثفات الغاز والبالغة 760 ألف برميل يوميا من مراقبة الإنتاج الروسي، مضيفا أن كل أعضاء التحالف وافقوا على توصية اللجنة بشأن مكثفات الغاز، وأن هذه التوصية تنطبق على كل أعضاء المجموعة غير المنتمين إلى “أوبك”.
الإنتاج الليبي فقد 73 ألف برميل يومياً
من ناحيته، أوضح المهندس مصطفى صنع الله رئيس مؤسسة النفط الليبية في تصريحات للصحافيين، أن الإنتاج الليبي فقد 73 ألف برميل يوميا بسبب غياب الاستقرار في القطاع النفطي، لافتا إلى أهمية مساندة تحالف المنتجين المعروف باسم “أوبك +” ليبيا في خطة تعافي الصناعة النفطية وعودة الإنتاج إلى معدلاته الطبيعية.
ودعمت تحركات “أوبك” أسعار الخام بين 50 و75 دولارا للبرميل تقريبا على مدى العام الفائت، وواصلت العقود الآجلة لخام برنت مكاسبها هذا الأسبوع ليجري تداولها فوق 63 دولارا للبرميل.
وأفادت مصادر في “أوبك” بأن العراق ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك بعد السعودية، ونيجيريا التي تعد أكبر مصدر للنفط في إفريقيا، مطالبتان بتحسين امتثالهما للحصص ما قد يتيح خفض 400 ألف برميل إضافي، إذ تتجاوزان حصصهما باستمرار.
وأقرت روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، والعضو في مجموعة “أوبك +” منذ أواخر 2016، أنها لم تحقق هدفها الشهري للخفض في الإنتاج في تشرين الثاني/نوفمبر للشهر الثامن هذا العام.
العربية